النحل ٥١ - ٥٧
عن الدلالة على العدد الخاص فأما رجل ورجلان فمعدودان فيهما دلالة على العدد فلا حاجة إلى أن يقال رجل واحد ورجلان اثنان قلت الاسم الحامل لمعنى الافراد والتثنية دال على شيئين على الجنسية والعدد المخصوص فإذا اريدت الدلالة على أن المعنى به منهما هو العدد شفع بما يؤكده فدل به على القصد اليه والعناية به الا ترى أنك لو قلت انما هو إله ولم تؤكده بواحد لم يحسن وخيل أنك تثبت الالهية لا الوحدانية فإياى فارهبون نقل الكلام عن الغيبة إلى التكلم وهو من طريقة الالتفات وهو أبلغ في الترغيب من قوله فاياه فارهبوا فارهبونى يعقوب وله ما في السموات والأرض وله الدين أي الطاعة واصبا واجبا ثابتا لأن كل نعمة منه فالطاعة واجبة له على كل منعم عليه وهو حال عمل فيه الظرف أو وله الجزاء دائما يعنى الثواب والعقاب أفغير الله تتقون وما بكم من نعمة وأي شيء اتصل بكم من نعمة عافية وغنى وخصب فمن الله فهو من الله ثم إذا مسكم الضر المرض والفقر والجدب فاليه تجأرون فما تتضرعون إلا إليه والجؤار رفع الصوت بالدعاء والاستغاثة ثم إذا كشف الضر عنكم اذا فريق منكم بربهم يشركون الخطاب في وما بكم من نعمة ان كان من نعمة ان كان عاما فالمراد بالفريق الكفرة وان كان الخطاب للمشركين فقوله منكم للبيان لا للتبعيض كأنه قال فاذا فريق كافر وهم أنتم ويجوز أن يكون فيهم من اعتبر كقوله فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد ليكفروا بما آتيناهم من نعمة الكشف عنهم كأنهم جعلوا غرضهم في الشرك كفران النعمة ثم أوعدهم فقال فتمتعوا فسوف تعلمون هو عدول الى الخطاب على التهديد ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم أي لآلهتم ومعنى لا يعلمون أنهم يسمونها آلهة ويعتقدون فيها أنها تضر وتنفع وتشفع عند الله وليس كذلك لأنها جماد لا تضر ولا تنفع أو الضمير في لا يعلمون للآلهة أي لأشياء غير موصوفة بالعلم ولا تشعر أجعلوا لها نصيبا في أنعامهم وزروعهم أم لا وكانوا يجعلون لهم ذلك تقربا اليهم تالله لتسئلن وعيد عما كنتم تفترون أنها آلهة وأنها أهل للتقرب إليها ويجعلون لله البنات كانت خزاعة وكنانة تقول الملائكة بنات الله سبحانه تنزيه لذاته من نسبة الولد إليه أو تعجب من قولهم ولهم ما يشتهون يعنى البنين ويجوز في ما الرفع على الابتداء ولهم الخير والنصب على العطف على البنات


الصفحة التالية
Icon