النحل ٨٤ - ٨٩
من كل أمة شهيدا نبيا يشهد لهم وعليهم بالتصديق والتكذيب والايمان والكفر ثم لا يؤذن للذين كفروا في الاعتذار والمعنى لا حجة لهم فدل بترك الاذن على أن لا حجة لهم ولا عذر ولا هم يستعتبون ولا هم يسترضون أي لا يقال لهم ارضوا ربكم لأن الآخرة ليست بدار عمل ومعنى ثم انهم يمنون أي يبتلون بعد شهادة الأنبياء عليهم السلام بما هو أطم وأغلب منها وهو أنهم يمنعون الكلام فلا يؤذن لهم في الفاء معذرة ولا ادلاء بحجة وإذا رأى الذين ظلموا كفروا العذاب فلا يخفف عنهم أي العذاب بعد الدخول ولا هم ينظرون يمهلون قبله وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم أوثانهم التي عبدوها قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا أي آلهتنا التي جعلناها شركاء الذين كنا ندعوا من دونك أي نعبد فالقوا إليهم القول إنكم لكاذبون اي أجابوهم بالتكذيب لأنها كانت جمادا لا تعرف من عبدها ويحتمل أنهم كذبوهم في تسميتهم شركاء وآلهة تنزيها لله عن الشرك والقوا يعنى الذين ظلموا إلى الله يومئذالسلم القاء السلم الاستسلام لأمر الله وحكمه بعد الاباء والاستكبار في الدنيا وضل عنهم وبطل عنهم ما كانوا يفترون من ان لله شركاء وأنهم ينصرونهم ويشفعون لهم حين كذبوهم وتبرءوا منهم الذين كفروا في أنفسهم وصدوا عن سبيل الله وحملوا غيرهم على الكفر زدناهم عذابا فوق العذاب اي عذابا بكفرهم وعذابا بصدهم عن سبيل الله بما كانوا يفسدون بكونهم مفسدين الناس بالصد ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من انفسهم يعنى نبيهم لأنه كان يبعث أنبياء الأمم فيهم منهم وجئنا بك يا محمد شهيدا على هؤلاء على أمتك ونزلنا عليك الكتاب تبيانا بليغا لكل شيء من امور الدين أما في الأحكام المنصوصة فظاهر وكذا فيما ثبت بالسنة أو بالاجماع أو بقول الصحابة أو بالقياس لأن مرجع الكل إلى الكتاب حيث أمرنا فيه باتباع رسوله عليه السلام وطاعته بقوله أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وحثنا على الإجماع فيه بقوله


الصفحة التالية
Icon