النحل ٨٩ - ٩٢
ويتبع غير سبيل المؤمنين وقد رضى رسول الله صلى الله عليه و سلم لأمته باتباع أصحابه بقوله أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم وقد اجتهدوا وقاسوا ووطئوا طرق الاجتهاد والقياس مع أنه أمرنا به بقوله فاعتبروا يا أولى الأبصار فكانت السنة والإجماع وقول الصحابى والقياس مستندة إلى تبيان الكتاب فنتبين أنه كان تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ودلالة إلى الحق ورحمة لهم وبشارة لهم بالجنة إن الله يأمر بالعدل بالتسوية في الحقوق فيما بينكم وترك الظلم وايصال كل ذي حق إلى حقه والإحسان إلى من أساء اليكم أو هما الفرض والندب لأن الفرض لا بد من أن يقع فيه تفريط فيجبره الندب وإيتاء ذى القربى وإعطاء ذى القرابة وهو صلة الرحم وينهى عن الفحشاء عن الذنوب المفرطة في القبح والمنكر ما تنكره العقول والبغى طلب التطاول بالظلم والكبر يعظكم حال أو مستأنف لعلكم تذكرون تتعظون بمواعظ الله وهذه الآية سبب إسلام عثمان بن مظعون فإنه قال ما كنت أسلمت إلاحياء منه عليه السلام لكثرة ما كان يعرض على الإسلام ولم يستقر الإيمان في قلبى حتى نزلت هذه الآية وأنا عنده فاستقر الإيمان في قلبى فقرأتها على الوليد بن المغيرة فقال والله ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة وان أعلاه لمثمر وان أسفله لمغدق وما هو بقول البشر وقال ابو جهل ان إلهه ليأمر بمكارم الاخلاق وهي أجمع آية القرآن للخير والشر ولهذه يقرؤها كل خطيب على المنبر في آخر كل خطبة لتكون عظة جامعة لكل مأمور ومنهى وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم هي البيعة لرسول الله صلى الله عليه و سلم على الإسلام ان الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ولا تنقضوا الإيمان إيمان البيعة بعد توكيدها بعد توثيقها باسم الله وأكد ووكد لغتان فصيحتان والأصل الواو والهمزة بدل منها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا شاهدا ورقيبا لأن الكفيل مراع لحال المكفول به مهيمن عليه إن الله يعلم ما تفعلون من البر والحنث فيجازيكم به ولا تكونوا في نقض الايمان كالتي نقضت غزلها من بعد قوة كالمرأة التي أنحت على غزلها بعد ان احكمته وابرمته فجعلته أنكاثا جمع نكث وهو ما ينكث فتله قيل هي ريطة وكانت حمقاء تغزل هي وجواربها من الغداة إلى الظهر