الإسراء ٨ - ١٢
يوم القيامة وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا محبسا يقال للسجن محصر وحصير إن هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم للحالة التي هي أقوم الحالات وأسدها وهي توحيد الله والايمان برسله والعمل بطاعته أو للملة أو للطريقة ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ويبشر حمزة وعلى أن لهم بأن لهم أجرا كبيرا أي الجنة وأن الذين وبأن الذين لا يؤمنون بالآخرة اعتدنا أي أعددنا قلبت تاء لهم عذابا أليما يعنى النار والآية ترد القول بالمنزلة بين المنزلتين حيث ذكر المؤمنين وجزاءهم والكافرين وجزاءهم ولم يذكر الفسقة ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير أي ويدعو الله عند غضبه بالشر على نفسه وأهله وماله وولده كما يدعو لهم بالخير أو يطلب النفع العاجل وان قل بالضرر الآجل وان جل وكان الإنسان عجولا يتسرع إلى طلب كل ما يقع في قلبه ويخطر بباله لا يأتى فيه تأنى المتبصر أو اريد بالإنسان الكافر وأنه يدعوه بالعذاب استهزاء ويستعجل به كما يدعو بالخير إذا مسته الشدة وكان الإنسان عجولا يعنى أن العذاب آتيه لا محالة فما هذا الاستعجال وعن ابن عباس رضي الله عنهما هو النصر بن الحرث قال اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك الآية فأجيب فضربت عنقه صبرا وسقوط الواو من يدع في الخط على موافقة اللفظ وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة أي الليل والنهار آيتان في أنفسهما فتكون الإضافة في آية الليل وآية النهار للتبيين كإضافة العدد إلى المعدود أي فمحونا الآية التي هي الليل وجعلنا الآية التي هي النهار مبصرة أو وجعلنا نيرى الليل والنهار آيتيتن يريد الشمس والقمر فمحونا آية الليل التي هي القمر حيث لم يخلق له شعاعا كشعاع الشمس فترى الأشياء به رؤية بينة وجعلنا الشمس ذات شعاع يبصر في ضوئها كل شيء لتبتغوا فضلا من ربكم لتتوصلوا ببياض النهار إلى التصرف في معايشكم ولتعلموا باختلاف الجديدين عدد السنين والحساب يعنى حساب الآجال ومواسم الأعمال ولو كانا مثلين لما عرف الليل من النهار ولا استراح


الصفحة التالية
Icon