الإسراء ١٢ - ١٧
حراص المكنسبين والتجار وكل شيء مما تفتقرون إليه في دينكم ودنياكم فصلناه تفصيلا بيناه بيانا غير ملتبس فازحنا عللكم وما تركنا لكم حجة علينا وكل إنسان ألزمناه طائره عمله في عنقه يعنى أن عمله لازم له لزوم القلادة أو الغل للعنق لا يفك عنه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه هو صفة لكتابا يلقاه شامى منشورا حال من يلقاه يعنى غير مطوى ليمكنه قراءته أو هما صفتان للكتاب ونقول له اقرأ كتابك أي كتاب أعمالك وكل يبعث قارئا كفى بنفسك اليوم عليك الباء زائده أي كفى نفسك حسيبا تمييز وهو بمعنى حاسب وعلى متعلق به من قولك حسب عليه كذا أو بمعنى الكافى وضع موضع الشهيد فعدى بعلى لأن الشاهد يكفى المدعى ما أهمه وإنما ذكر حسيبا لأنه بمنزلة الشهيد والقاضي والأمير إذ الغالب أن يتولى هذه الأمور الرجال فكأنه قيل كفى نفسك رجلا حسيبا أو تؤول النفس بالشخص من اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها أي فلها ثواب الاهتداء وعليها وبال الضلال ولا تزر وازرة وزر أخرى أي كل نفس حاملة وزرا فإنما تحمل وزرها لا وزر نفس أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وما صح منا أن نعذب قوما عذاب استئصال في الدنيا إلا بعد أن نرسل إليهم رسولا يلزمهم الحجة وإذا أردنا أن نهلك قرية أي أهل قرية أمرنا مترفها متنعميها وجبابرتها بالطاعة عن أبي عمرو والزجاج ففسقوا فيها أي خرجوا عن الأمر كقولك أمرته فعصى أو امرنا كثرنا دليله قراءة يعقوب أمرنا ومنه الحديث خير المال سكة مأبورة ومهرة مأمورة أي كثيرة النسل فحق عليها القول فوجب عليها الوعيد فدمرناها تدميرا فأهلكناها إهلاكا وكم مفعول أهلكنا من القرون بيان لكم من بعد نوح يعنى عادا وثمود وغيرهما وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا وإن أخفوها في الصدور بصيرا وإن أرخوا


الصفحة التالية
Icon