الإسراء ٢٩ - ٣٣
فيه يسر وابتغاء مفعول له أو مصدر في موضع الحال وترجوها حال ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط كل نصب على المصدر لاضافته إليه وهذا تمثيل لمنع الشحيح وإعطاء المسرف أمر بالاقتصاد الذي هو بين الاسراف والتقتير فتقعد ملوما فتصير ملوما عند الله لأن المسرف غير مرضى عنده وعند الناس يقول الفقير أعطى فلانا وحرمنى ويقول الغنى ما يحسن تدبير أمر المعيشة وعند نفسك إذا احتجت فندمت على ما فعلت محسورا منقطعا بك لا شيء عندك من حسره السفر إذا أثر فيه أثرا فيه أثرا بليغا أو عاريا من حسر رأسه وقد خاطرت مسلمة ضرتها اليهودية في أنه يعنى محمدا عليه السلام أجود من موسى عليه السلام فبعثت ابنتها تسأله قميصه الذي عليه فدفعه وقعد عريانا فأقيمت الصلاة فلم يخرج للصلاة فنزلت ثم صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بأن ذلك ليس لهوان منك عليه ولا لبخل به عليك ولكن لأن بسط الأرزاق وقدرها مفوض إلى الله تعالى فقال إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء فليس البسط إليك ويقدر أي هو يضيق فلا لوم عليك إنه كان بعباده خبيرا بمصالحهم فيمضيها بصيرا بحوائجهم فيقضيها ولا تقتلوا أولادكم قتلهم أولادهم وأدهم بناتهم خشية إملاق فقر نحن نرزقهم وإياكم نهاهم عن ذلك وضمن أرزاقهم إن قتلهم كان خطأ كبيرا اثما عظيما يقال خطىء خطأ كأثم اثما وخطأ وهو ضد الصواب اسم من أخطأ وقيل هو والخطأ كالحذر والحذر خطاء بالمد والكسر مكى ولا تقربوا الزنا القصر فيه أكثر والمدلغة وقد قرىء به وهو نهى عن دواعى الزنا كالمس والقبلة ونحوهما ولو أريد النهى عن نفس الزنا لقال ولا تزنوا إنه كان فاحشة معصية مجاوزة حد الشرع والعقل وساء سبيلا وبئس طريقا طريقه ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق أي بارتكاب ما يبيح الدم ومن قتل مظلوما غير مرتكب ما يبيح الدم فقد جعلنا لوليه سلطانا تسلطا على القاتل في الاقتصاص منه فلا يسرف في القتل الضمير للولى أي فلا يقتل غير القاتل ولا اثنين والقاتل واحد كعادة أهل الجاهلية أو الاسراف المثلة والضمير للقاتل الأول فلا تسرف حمزة وعلى على خطاب الولى أو قاتل المظلوم إنه كان منصورا