الإسراء ٣٤ - ٣٧
الضمير للولى أي حسبه ان الله قد نصره بأن أوجب له القصاص فلا يستزد على ذلك أو للمظلوم اي الله ناصره حيث أوجب القصاص بقتله وينصره في الآخرة بالثواب أو للذي يقتله الولى بغير حق ويسرف في قتله فإنه كان منصورا بإيجاب القصاص على المسرف وظاهر الآية يدل على أن القصاص يجرى بين الحر والعبد وبين المسلم والذمى لأن أنفس أهل الذمة والعبيد داخلة في الآية لكونها محرمة ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن بالخصلة والطريقة التي هي أحسن وهي حفظه وتثميره حتى يبلغ أشده أي ثمانى عشرة سنة وأوفوا بالعهد بأوامر الله تعالى ونواهيه إن العهد كان مسئولا مطلوبا يطلب من المعاهد أن لا يضيعه ويفى به أو أن صاحب العهد كان مسئولا وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس بكسر القاف حمزة وعلى وحفص وهو كل ميزان صغير أو كبير من موازين الدراهم وغيرها وقيل هو القرسطون أي القبان المستقيم المعتدل ذلك خير في الدنيا وأحسن تأويلا عاقبة وهو تفعيل من آل إذا رجع وهو ما يؤل إليه ولا تقف ما ليس لك به علم ولا تتبع ما لم تعلم أي لا تقل رأيت وما رأيت وسمعت وما سمعت وعن ابن الحنفية لا نشهد بالزور وعن ابن عباس لا ترم أحدا بما لا تعلم ولا يصح التثبت به لمبطل الاجتهاد لأن ذلك نوع من العلم فإن علمتموهن مؤمنات وأقام الشارع غالب الظن مقام العلم وأمر بالعمل به كما في الشهادات ولنا في العمل بخير الواحد لما ذكرنا إن السمع والبصر والفؤاد كا أولئك كان عنه مسئولا أولئك إشارة الى السمع والبصر والفؤاد لأن أولئك كما يكون إشارة إلى العقلاء يكون إشارة الى غيرهم كقول جرير... ذم المنازل بعد منزلة اللوى... والعيش بعد أولئك الأيام...
وعنه في موضع الرفع بالفاعلية أي كل واحد منها كان مسئولا عنه فمسئول مسند إلى الجار والمجرور كالمغضوب في غير المغضوب عليهم يقال للانسان لم سمعت ما لم يحل لك سماعه ولم نظرت إلى ما لم يحل لك النظر إليه ولم عزمت على ما لم يحل لك العزم عليه كذا في الكشاف وفيه نظر لبعضهم لأن الجار والمجرور إنما يقومان مقام الفاعل إذا تأخرا عن الفعل فأما إذا تقدما فلا ولا تمش في الأرض مرحا هو حال أي ذا مرح إنك لن تخرق الأرض لن تجعل فيها خرقا بدوسك لها وشدة وطئتك ولن تبلغ الجبال طولا بتطاولك وهوتهكم بالمختال


الصفحة التالية
Icon