الإسراء ٣٨ - ٤٢
أو لن تحاذيها قوة وهو حال من الفاعل أو المفعول كل ذلك كان سيئه كوفى وشامى على إضافة سيىء إلى ضمير كل سيئة غيرهم عند ربك مكروها ذكر مكروها لأن السيئة في حكم الأسماء بمنزلة الذنب والإثم زال عنه حكم الصفات فلا اعتبار بتأنيثه ألا تراك تقول الزنا سيئة كما تقول السرقة سيئة فإن قلت الخصال المذكورة بعضها سىء وبعضها حسن ولذلك قرأ من قرأ سيئه بالإضافة أي ما كان من المذكور سيئا كان عند الله مكروها فما وجه قراءة من قرأ سيئة قلت كل ذلك احاطة بما نهى عنه خاصة لا بجميع الخصال المعدودة ذلك اشارة الى ما تقدم من قوله لا تجعل مع الله الها آخر الى هذه الغاية مما أوحى إليك ربك من الحكمة مما يحكم العقل بصحته وتصلح النفس باسوته ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا مطرودا من الرحمة عن ابن عباس رضي الله عنهما هذه الثمانى عشرة آية كانت في ألواح موسى عليه السلام أولها لا تجعل مع الله إلها آخر وأخرها مدحورا ولقد جعلت فاتحتها وخاتمتها والنهى عن الشرك لأن التوحيد رأس كل حكمة وملاكها ومن عدمه لم تنفعه حكمة وان بذفيها الحكماء وحك بيافوخه السماء وما أعنت عن الفلاسفة أسفار الحكم وهم عن دين الله أضل من النعم ثم خاطب الذين قالوا الملائكة بنات الله بقوله افأصفاكم ربكم بالبنين الهمزة للانكار يعنى أفخصكم ربكم على وجه الخلوص والصفاء بأفضل الأولاد وهم البنون واتخذ من الملائكة إناثا واتخذ أدونهم وهي البنات وهذا خلاف الحكمة وما عليه معقولكم فالعبيد لا يؤثرون بأجود الأشياء وأصفاها ويكون أردؤها وأدونها للسادات انكم لتقولون قولا عظيما حيث أضفتم إليه الأولاد وهي من خواص الأجسام ثم فضلتم عليه أنفسكم حيث تجعلون له ما تكرهون ولقد صرفنا في هذا القرآن أي التنزيل والمراد ولقد صرفناه أي هذا المعنى في مواضع من التنزيل فترك الضمير لأنه معلوم ليذكروا وبالتخفيف حمزة وعلى أي كررناه ليتعظوا وما يزيدهم إلا نفورا عن الحق وكان الثورى إذا قرأها يقول زادنى لك خضوعا ما زاد أعداءك نفورا قل لو كان معه مع الله آلهة كما تقولون وبالياء مكى وحفص إذا لا بتغوا إلى ذي العرش سبيلا يعنى لطلبوا إلى من له


الصفحة التالية
Icon