سورة الأعراف ٥ - ١
سورة الأعراف مكية وهي مائتان وخمس آيات بصرى وست كوفى ومدنى

بسم الله الرحمن الرحيم

المص قال الزجاج المختار فى تفسيره ما قال ابن عباس رضى الله عنهما أنا الله أعلم وافصل كتاب خبر مبتدأ محذوف أى هو كتاب أنزل إليك صفته والمراد بالكتاب السورة فلا يكن فى صدرك حرج منه شك فيه وسمى الشك حرجا لأن الشاك ضيق الصدر حرجه كما أن المتيقن منشرح الصدر منفسحة أي لا شك في أنه منزل من الله أو حرج منه بتبليغه لأنه كان يخاف قومه وتكذيبهم له واعراضهم عنه وأذاهم فكان يضيق صدره من الأذى ولا ينشط له فأمنه الله ونهاه عن المبالاة بهم والنهي متوجه إلى الحرج وفيه من المبالغة ما فيه والفاء للعطف أي هذا الكتاب انزلته اليك فلا يكن بعد انزاله حرج فى صدرك واللام فى لتنذر به متعلق بانزل أى أنزل اليك لا لانذارك به وبالنهي لأنه إذا لم يخفهم انذرهم وكذا إذا أيقن أنه من عند الله شجعه اليقين على الانذار به لأن صاحب اليقين جسور متوكل على ربه وذكرى للمؤمنين فى محل النصب بإضمار فعلها أي لتنذر به وتذكر تذكيرا فالذكرى اسم بمعنى التذكير أو الرفع بالعطف على كتاب أى هو كتاب وذكرى للمؤمنين أو بانه خبر مبتدأ محذوف أو الجر بالعطف على محل لتنذر أي للإنذار وللذكرى اتبعوا ما أنزل اليكم من ربكم أي القرآن والسنة عن عبادة الأوثان والأهواء والبدع قليلا ما تذكرون حيث تتركون دين الله وتتبعون غيره وقليلا نصب يتذكرون أي تذكرون تذكرا قليلا وما مزيدة لتوكيد القلة تتذكرون شامى وكم مبتدأ من قرية تبيين والخبر اهلكناها أى أردنا هلاكها كقوله إذا قمتم إلى الصلاة فجاءها جاء اهلها بأسنا عذابنا بياتا مصدر واقع موقع الحال بمعنى بائتين يقال بات بياتا حسنا أو هم قائلون حال معطوفة على بياتا كأنه قيل فجاءهم بأسنا بائتين أو قائلين وانما قيل هم قائلون بلا واو ولا يقال جاءني زيد هو فارس بغير واو لأنه لما عطف على حال قبلها حذفت الواو استثقالا لاجتماع حرفي عطف لأن واو الحال هى واو العطف استعيرت للوصل وخص هذان الوقتان لأنهما وقتا الغفلة فيكون نزول العذاب فيهما أشد وأفظع وقوم لوط عليه السلام أهلكوا بالليل وقت السحر وقوم شعيب عليه السلام وقت القيلولة وقيل بياتا ليلا أي ليلا وهم نائمون أو نهارا وهم قائلون فما كان دعواهم دماؤهم وتضرعهم


الصفحة التالية
Icon