الأعراف ١٢ - ٥
إذ جاءهم بأسنا لما جاءهم اوائل العذاب إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين اعترفوا بالظلم على أنفسهم والشرك حين لم ينفعهم ذلك ودعواهم اسم كان وان قالوا الخبر ويجوز العكس فلنسئلن الذين ارسل اليهم أرسل مسند إلى اليهم أى فلنسألن المرسل اليهم وهم الامم عما أجابوا به رسلهم ولنسئلن المرسلين عما أجيبوا به فنقصن عليهم على الرسل والمرسل اليهم ما كان منهم بعلم عالمين بأحوالهم الظاهرة والباطنة وأقوالهم وافعالهم وما كنا غائبين عنهم وعما وجد منهم ومعنى السؤال التوبيخ والتقريع والتقرير إذا فاهوا بألسنتهم وشهد عليهم أنبياؤهم والوزن أي وزن الأعمال والتمييز بين راجحها وخفيفها وهو مبتدأ وخبره يومئذ أي يوم يسأل الله الأمم ورسلهم فحذفت الجملة وعوض عنها التنوين الحق أى العدل صفته ثم قيل توزن صحف الأعمال يميز أن له لسان وكفتان إظهارا للصفة وقطعا للمعذرة وقيل هو عبارة عن القضاء السوي والحكم العادل والله اعلم بكيفيته فمن ثقلت موازينه جمع ميزان أو موزون أى فمن رجحت أعماله الموزونة التي لها وزن وقدر وهي الحسنات أو ما توزن به حسناتهم فأولئك هم المفلحون الفائزون ومن خفت موازينه هم الكفار فإنه لا إيمان لهم ليعتبر معه عمل فلا يكون فى ميزانهم خير فتخف موازينهم فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون يجحدون فالآيات الحجح ! والظلم بها وضعها فى غير موضعها أي جحودها وترك الانقياد لها ولقد مكناكم فى الأرض جعلنا لكم فيها معايش جمع معيشة وهي ما يعاش به من المطاعم والمشارب وغيرهما والوجه تصريح الياء لأنها أصلية بخلاف صحائف فالياء فيها زائدة وعن نافع أنه همز تشبيها بصحائف قليلا ما تشكرون مثل قليلا ما تذكرون ولقد خلقناكم ثم صورناكم أي خلقنا أباكم آدم عليه السلام طينا غير مصور ثم صورناه بعد ذلك دليله ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا ابليس لم يكن من الساجدين ممن سجد لآدم عليه السلام قال ما منعك ألا تسجد مارفع أي أي شيء منعك من السجود ولا زائدة بدليل ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ومثلها لئلا يعلم أهل الكتاب أى ليعلم إذ أمرتك فيه دليل على أن الأمر للوجوب والسؤال عن المانع من السجود مع علمه به للتوبيخ وللإظهار معاندته وكفره وكبره