الأعراف ١٢ - ١٧
وافتخاره بأصله وتحقيره أصل آدم عليه السلام قال أنا خير منه خلقتنى من نار وهى جوهر نوارني وخلقته من طين وهو ظلمانى وقد أخطأ الخبيث بل الطين أفضل لرزانته ووقاره ومنه الحلم والحياء والصبر وذلك دعاه إلى التوبة والإستغفار وفي النار الطيش والحدة والترفع وذلك دعاه إلى الإستكبار والتراب عدة الممالك والنار عدة المهالك والنار مظنة الخيانة والإفناه والتراب مئنة الأمانة والإنماء والطين يطفىء النار ويتلفها والنار لاتتلفه وهذه فضائل غفل عنها ابليس حتى زل بفاسد من المقاييس وقول نافى القياس أول من قاس ابليس قياس على أن القياس عند مثبته مردود عند وجود النص وقياس إبليس عناد للأمر المنصوص وكان الجواب لما منك أن يقول معنى كذا وانما قال انا خير منه لأنه قد استأنف قصة وأخبر فيها عن نفسه بالفضل على آدم عليه السلام وبعلة فضله عليه فعلم منها الجواب كأنه قال منعني من السجود فضلي عليه وزيادة عليه وهى انكار الأمر واستبعاد أن يكون مثله مأمورا بالسجود لمثله إذ سجود الفاضل للمفضول خارج عن الصواب قال فاهبط منها من الجنة أو من السماء لأنه كان فيها وهي مكان المطيعين والمتواضعين والفاء فى فإهبط جواب لقوله أنا خير منه أي أن كنت تتكبر فاهبط فما يكون لك فما يصح لك أن تتكبر فيها وتعصى فاخرج انك من الصاغرين من أهل الصغار والهوان على الله وعلى أوليائه يذمك كل انسان ويلعنك كل لسان لتكبرك وبه علم أنه الصغار لازم للإستكبار قال انظرنى إلى يوم يبعثون أمهلني إلى يوم البعث وهو وقت النفخة الاخيرة قال انك من المنظرين إلى النفخة الاولى و إنما أجيب إلى ذلك لما فيه من الابتلاء وفيه تقريب لقلوب الأحباب أي هذا برى بمن يسيئني فكيف بمن يحبني وانما جسره على السؤال مع وجود الزلل منه فى الحال علمه بحلم ذى الجلال قال فبما أغويتني أضللتني أي فبسسبب اغوائك اياى والباء تتعلق بعفل القسم المحذوف تقديره فبسبب اغوائك اقسم أى فاقسم باغوائك لأقعدن لهم صراطك المستقيم لأعترضن لهم على طريق الإسلام متردصا للرد متعرضا للصد كما يتعرض العدو على الطريق ليقطعه على السابلة وانتصابه على الظرف كقولك ضرب زيد الظهر أي على الظهر وعن طاوس أنه كان فى المسجد الحرام فجاء رجل قدرى فقال له طاوس تقوم أوتقام فقام الرجل فقيل له أتقول هذا لرجل فقيه فقال ابليس أفقه منه قال رب بما أغويتنى وهو يقول انا أغوى نفسى ثم لآتينهم من بين أيديهم أشككهم فى الآخرة ومن خلفهم ارغبهم فى الدنيا وعن أيمانهم من قبل الحسنات وعن شمائلهم من قبل


الصفحة التالية
Icon