الإسراء ٩٢ - ٩٦
قطعا يقال اعطنى كسفة من هذا الثوب وبسكون السين غيرهما جمع كسفة كسدرة وسدر يعنون قوله إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء أو تأتي بالله والملائكة قبيلا كفيلا بما تقول شاهدا بصحته والمعنى أو تأتى بالله قبيلا وبالملائكة قبيلا كقوله كنت منه ووالدى بريا أو مقابلا كالعشير بمعنى المعاشر ونحوه لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا أو جماعة حالا من الملائكة أو يكون لك بيت من زخرف ذهب أو ترقى في السماء تصعد إليها ولن نؤمن لرقيك لأجل رقيك حتى تنزل علينا وبالتخفيف أبو عمرو كتابا أي من السماء فيه تصديقك نقرؤه صفة كتاب قل قال مكى وشامى أي قال الرسول سبحان ربى تعجب من اقتراحاتهم عليه هل كنت إلا بشرا رسولا أي أنا رسول كسائر الرسل بشر مثلهم وكان الرسل لا يأتون قومهم إلا بما يظهره الله عليهم من الآيات فليس أمر الآيات الى انما هو إلى الله فما بالكم تتخيرونها على وما منع الناس يعنى أهل مكة ومحل أن يؤمنوا نصب بأنه مفعول ثان لمنع إذ جاءهم الهدى النبي والقرآن الا أن قالوا فاعل منع والتقدير وما منعهم الإيمان بالقرآن وبنبوة محمد صلى اله عليه وسلم الا قولهم أبعث الله بشرا رسولا أي الاشبهة تمكنت في صدورهم وهي انكارهم أن يرسل الله البشر والهمزة في أبعث الله للانكار وما أنكروه ففي قضية حكمته منكر ثم رد الله عليهم بقوله قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون على أقدامهم كما يمشى الانس ولا يطيرون بأجنحتهم الى السماء فيسمعوا من اهلها ويعلموا ما يجب عليهم مطمئنين حال أي ساكنين في الأرض قارين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا يعلمهم الخير ويهديهم المراشد فاما الإنس فانما يرسل الملك إلى مختار منهم للنبوة فيقوم ذلك المختار بدعوتهم وارشادهم وبشرا وملكا حالان من رسولا قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم على أنى بلغت ما أرسلت به اليكم وانكم كذبتم وعاندتم شهيدا تمييز أو حال انه كان بعباده المنذرين والمنذرين خبيرا


الصفحة التالية
Icon