الإسراء ٩٦ - ١٠٠
عالما بأحوالهم بصيرا بأفعالهم فهو مجازيهم وهذه تسلية لرسول الله عليه السلام ووعيد للكفرة ومن يهد الله فهو المهتد وبالياء يعقوب وسهل وافقهما أبو عمرو ومدنى في الوصل أي من وفقه الله لقبول ما كان من الهدى فهو المهتدى عند الله ومن يضلل أي ومن يخذله ولم يعصمه حتى قبل وساوس الشيطان فلن تجد لهم أولياء من دونه أي أنصارا ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم أي يسحبون عليها كقوله يوم يسحبون في النار على وجوههم وقيل لرسول الله عليه السلام كيف يمشون على وجوههم قال ان الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوهم عميا وبكما وصما كما كانوا في الدنيا لا يستبصرون ولا ينطقون بالحق ويتصامون عن استماعه فهم في الآخرة كذلك لا يبصرون ما يقر عينهم ولا يسمعون ما يلذ مسامعهم ولا ينطقون بما يقبل منهم مأواهم جهنم كلما خبت طفىء لهبها زدناهم سعيرا توقدا ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآياتنا وقالوا ائذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا أي ذلك العذاب بسبب أنهم كذبوا بالاعادة بعد الافناء فجعل الله جزاءهم أن سلط النار على أجزائهم تأكلها ثم يعيدها لا يزالون على ذلك ليزيد في تحسرهم على تكذيبهم البعث أو لم يروا أو لم يعلموا أن الله الذي خلق السموات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم من الإنس وجعل لهم أجلا لا ريب فيه وهو الموت أو القيامة فأبى الظالمون إلا كفورا جحودا مع وضوح الدليل قل لو أنتم تملكون تقديره لو تملكون أنتم لأن لو تدخل على الأفعال دون الأسماء فلا بد من فعل بعدها فأضمر تلك على شريطة التفسير وأبدل من الضمير المتصل وهو الواو ضمير منفصل وهو أنتم لسقوط ما يتصل به من اللفظ فأنتم فاعل الفعل المضمر وتملكون تفسيره وهذا هو الوجه الذي يقتضيه علم الأعراب وأما ما يقتضيه علم البيان فهو ان أنتم تملكون فيه دلالة على الاختصاص وان الناس هم المختصون بالشح المتبالغ خزائن رحمه ربي رزقه وسائر نعمه على خلقه اذا لأمسكتم خشية


الصفحة التالية
Icon