الإسراء ١٠٠ - ١٠٥
الانفاق أي لبخلتم خشية أن يفنيه الإنفاق وكان الانسان قتورا بخيلا ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات عن ابن عباس رضي الله عنهما هي العصا واليد والجراد والقمل والضفادع والدم والحجر والبحر والطور الذي نتقه على بنى اسرائيل وعن الحسن الطوفان والسنون ونقص الثمرات مكان الحجر والبحر والطور فاسئل بنى اسرائيل فقلنا له سل بنى اسرائيل أي سلهم من فرعون وقل له ارسل معى بنى اسرائيل وقوله إذ جاءهم متعلق بقوله المحذوف أي فقلنا له سلهم حين جاءهم فقال له فرعون إنى لاظنك يا موسى مسحورا سحرت فخولط عقلك قال أي موسى لقد علمت يا فرعون ما أنزل هؤلاء الآيات إلا رب السموات والأرض خالقهما بصائر حال أي بينات مكشوفات لأنك معاند ونحوه وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا علمت بالضم على أي أنى لست بمسحور كما وصفتنى بل أنا عالم بصحة الأمر وان هذه الآيات منزلها رب السموات والأرض ثم قارع ظنه بظنه بقوله وإنى لاظنك يا فرعون مثبورا كانه قال ان ظننتنى مسحورا فأنا أظنك مثبورا وظنى أصح من ظنك لان له أمارة ظاهرة وهي انكارك ما عرفت صحته ومكابرتك لآيات الله بعد وضوحها وأما ظنك فكذب بحت لأن قولك مع علمك بصحة امرى أنى لا أظنك مسحورا قول كذب وقال الفراء مثبورا مصروفا عن الخير من قولهم ما ثبرك عن هذا أي ما منعك وصرفك فأراد فرعون أن يستفزهم يخرجهم أي موسى وقومه من الأرض أي ارض مصر أو ينفيهم عن ظهر الأرض بالقتل والاستئصال فأغرقناه ومن معه جميعا فحاق به مكره بأن استفزه الله باغراقه مع قبطه وقلنا من بعده من بعده فرعون لبنى اسرائيل اسكنوا الأرض التي أراد فرعون أن يستفزكم منها فإذا جاء وعد الآخرة اي القيامة جئنا بكم لفيفا جميعا مختلطين إياكم وإياهم ثم نحكم بينكم ونميز بين سعدائكم وأشقيائكم واللفيف الجماعات من قبائل شتى وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما انزلنا


الصفحة التالية
Icon