الإسراء ١٠٥ - ١٠٩
القرآن الا بالحكمة وما نزل الا ملتبسا بالحق والحكمة لاشتماله على الهداية الى كل خير أو ما أنزلناه من السماء إلا بالحق محفوظا بالرصد من الملائكة وما نزل على الرسول إلا محفوظا بهم من تخليط الشياطين قال الراوي اشتكى محمد بن السماك فاخذنا ماءه وذهبنا به إلى طبيب نصرانى فاستقبلنا رجل حسن الوجه طيب الرائحة نقى الثوب فقال لنا إلى أين فقلنا له إلى فلان الطبيب نريه ماء ابن السماك فقال سبحان الله تستعينون على ولى الله بعدو الله اضربوه على الأرض وارجعوا إلى ابن السماك وقولوا له ضع يدك على موضع الوجع وقل وبالحق أنزلناه وبالحق نزل ثم غاب عنا فلم نره فرجعنا إلى ابن السماك فاخبرناه بذلك فوضع يده على موضع الوجع وقال ما قال الرجل وعوفى في الوقت وقال كان ذلك الخضر عليه السلام وما أرسلناك إلا مبشرا بالجنة ونذيرا من النار وقرآنا منصوب بفعل يفسره فرقناه أي فصلناه أو فرقنا فيه الحق من الباطل لتقرأه على الناس على مكث على تؤده وتثبت ونزلناه تنزيلا على حساب الحوداث قل آمنوا به أولا تؤمنوا أي اختاروا لأنفسكم النعيم المقيم أو العذاب الأليم ثم علل بقوله ان الذين أوتوا العلم من قبله أي التوارة من قبل القرآن اذا يتلى عليهم القرآن يخرون للاذقان سجدا حال ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا لقوله آمنوا به أو لا تؤمنوا أي اعرض عنهم فانهم ان لم يؤمنوا به ولم يصدقوا بالقرآن فإن خيرا منهم وهم العلماء الذين قرءوا الكتب قد آمنوا به وصدقوه فاذا تلى عليهم خروا سجدا وسبحوا الله تعظيما لأمره ولانجازه ما وعد في الكتب المنزلة وبشر به من بعثه محمد صلى الله عليه و سلم وانزال القرآن عليه وهو المراد بالوعد المذكور ان بمعنى أنه هي تؤكد الفعل كما أن ان تؤكد الاسم وكما أكدت ان باللام في انهم لمحضرون تأكدت ان باللام في لمفعولا ويخرون للاذقان يبكون ومعنى الخرور للذقن السقوط على الوجه وانما خص الذقن لأن أقرب الأشياء من وجهه إلى الأرض عند السجود الذقن يقال خر على وجهه وعلى ذقنه وخر لوجهه ولذقنه أما معنى على فظاهر وأما معنى اللام فكانه جعل ذقنه ووجهه للخرور واختصه به إذ اللام للاختصاص وكرر يخرون للاذقان لاختلاف الحالين وهما خرورهم في حال كونهم ساجدين وخرورهم في حال


الصفحة التالية
Icon