الأعراف ١٦٨ ١٧٠ لا يكون منه اللهث إلا إذا حرك اما الكلب فيلهث فى الحالين فكان مقتضى الكلام أن يقال ولكنه أخلد إلى الأرض فخططناه ووضعنا منزلته فوضع هذا التمثيل موضع فخططاه أبلغ حط ومحل الجملة الشرطية النصب على الحال كأنه قيل كمثل الكلب ذليلا دائم الذلة لا هنا فى الحالين وقيل لما دعا بلعم على موسى خرج لسنانه فوقع على صدره وجعل يلهث كما يلهث الكلب وقيل معناه هو ضال وعظ أو ترك وعن عطاء من علم ولم يعمل فهو كالكلب ينبح أن طرد أو ترك ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا من الهود بع أن قرءوا نعت رسول الله صلى الله عليه و سلم فى التوراة وذكر القرآن العجز وما فيه وبشروا الناس باقتراب مبعثه فاقصص القصص أى قصص بلعم الذى هو نحو قصصهم لعلهم يتفكرون فيحذرون مثل عاقبته إذا ساروا نحو سيرته ساء مثلا القونم الذين كذبوا بآياتنا أى مثل القوم فحذف المضاف وفاعل ساء مضمر أى ساء المثل مثلا وانتصاب مثلا على التمييز وأنفسهم كانوا بظلمون معطوف على كذبوا فيدخل فى حيز الصلة أى الذين جمعوا بين التكذيب بآيات الله وظلم انفسهم أو منقطع عن الصلة أى وما ظلموا إلا انفسهم بالتكذيب وتقديم المفعول به للاختصاص تة زحصزت أنفسهم بالظلم لم يتعد إلى غيرها من يهد الله فهو المهتدى حمل على من الله البيان كما قالت المعتزلة لا ستى الكافر والمؤمن إذ البيان ثابت فى حق الفريقين فدل أنه من الله تعالى التوفيق والعصمة والمعونة ولو كان ذلك للكافر لاهتدى كما اهتدى المؤمن ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس هم الكافر من الفريقين المعرضون عن تدبر آيات الله والله تعالى علم منهم اختيار الكفر فشاء منهم الكفر وخلق فيهم ذلك وجعل مصيرهم تجهنم لذلك ولا تنافى بين هذا وبين قوله وماخلقت الجن والإنس إلا ليغبدون لأنه إنما خلق منهم للعبادة من علم أنه بعديه و انا من علم أنه يكفر به فإنما خلقه لما علم أنه يكون منه فالحاصل أن من علم منه فى الأزل أنه يكون منه العبادة خلقه للعبادة ومن علم منه أن يكون منه الكفر خلقه لذلك وكم من عام يراد به الخصوص وقول المعتزلة بأن هذه لام العاقبة أى لما كان عاقبتهم جهنم جعل كانهم خلقوا لها فرارا عن ارادة المعاصى عدول عن الظاهر لهم قلوب لا يفقهون بنا الحق ولا يتفكرون فيه ولهم أعين لا يبصرون بها الرشدة ولهم أذان لا يسمعون بها الوعظ أولئك كالأنعام فى عدم الفقه والنظر للاعتبار والاستماع للتفكر بل