الأنفال ١٣ ١٧ عذاب النار بمعنى مع أى ذوقوا هذا العذاب العاجل مع الآجل الذى لكم فى الآخرة فوضع الظاهر موضع الضمير يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا حال من الذين كفورا والزحف الجيش الذى يرى لكثرته كأنه يزحف أى يدب دبيبا من الزحف الصبى إذا دب على أسته قليلا قليلا سمى بالمصدر فلا تولهم بالادبار فلا تنصرفوا عنهم منهزمين أى إذا لقيتموهم للتقال وهم كثير ووأنتم قليل فلا تفرواا فضلا أن تدانوهم فى الهدد أو تساووهم أو حال من المؤمنين أو من الفريقين أى إذا لقيتموهم متزاحفين هم و انتم ومن يولهم يؤمئذ دبره إلا متحرفا مائلا لقتال وهو الكسر بعد الفريخيل عدوه أنه منهزم ثم يعطف عليه وهو من خدع الرحب أو متحيزا منظما إلى فئة إلى جماع اخرى من المسليمن سوى الفئة التى هو تفيها وهما حالان من ضمير الفاعل فى يولهم فقد باء بغضب من الله وماواه جهنم وبئس المصير ووزن متحيز متفيعل لا متفعل لأنه من حاز يجوز فبناء متفعل منه متحوزا ولما كسروا أهل مكة وقتلوا و أسروا وكان القاتل منهم يقول تاخفار قتلت وأسرت قيل لهم فلم تقتلوهم ولن الله قتلهم والفاء جواب لشرط محذوف تقديره أن افتخرتم بقتلهم فأنتم لم تقتلوهم ولكم الله قتلهم ولما قال جبريل للنبى صلى الله عليه و سلم خذ قبضة من تراب فارمهم بها فرماى بها فى وجوهم وقال شاهت الوجوه فلم يبق مشرك إلا شغل بعينه فانهزموا قيل وما رميت يا محمد إذ رميت ولكن الله رمى يعنى أن الرمية التى رميتها أنت لم ترمها أنت على الحقيقة لأنك لو رميتها لما بلغ أثرها إلا ما يبلغه اثر رمى البشر ولكنها كانت رمية الله حيث أثرت ذلك الأثصر العظيم وفى الآية بيان أن فعل العبد مضاف إليه كسبا و إلى الله تعالى خلقا لا كما تقول الجبرية والمعتزلة لأنه أثبت الفعل من العبد بقوله إذ رميت ثم نفاه عنه وأثبته لله تعالى بقوله ولكن الله رمى ولكنم الله قتلهم ولكمن الله رمى بتخفيف لكن شامى وحمزة وعلى وليبلى المؤمنين ولعيطيهم منه بلاء حسنا عطاء تجميلا والمعنى وللاحسان إلى المؤمنين فعل ما فعل وما فعل إلا لذلك إن الله سميع لدعائهم عليم بأحوالهم ذلكم إشارة إلى البلاء الحسن ومحله الرفع أى المراد ذلكم و أن الله موهن كيد الكافرين معطوف على ذلكم أى المراد ابلاء المؤمنين وتوهين كيد الكافرين