الأعراف ٢٠ - ٢٤
إلا كراهة أن تكونا ملكين تعلمان الخير الشر وتستغنيان عن الغذاء وقرىء ملكين لقوله وملك لا يبلى أو تكونا من الخالدين من الذين لا يموتون ويبقون فى الجنة ساكينن وقاسمهما واقسم لهما إنى لكما لمن الناصحين وأخرج قسم ابليس على زنة المفاعلة لأنه لما كان منه القسم ومنهما التصديق فكانها من اثنين فدلاهما فنزلهما إلى الأكل من الشجرة بغرور بما غرهما به من القسم بالله وانما يخدع المؤمن بالله وعن ابن عمر رضى الله عنهما من خدعنا بالله انخدعنا فلما ذاقا الشجرة وجدا طعمها آخذين فى الاكل منها وهي السنبلة أو الكرم بدت لهما سوآتهما ظهرت لهما عوراتهما لتهافت اللباس عنهما وكانا لا يريانها من انفسهما ولا أحدهما من الآخر وقيل كان لباسهما من جنس الاظفار أى كالظفر بياضا فى غاية اللطف واللين فبقى عند الاظفار تذكيرا للنعم وتجديدا للندم وطفقا وجعلا يقال طفق يفعل كذا أى جعل يخصفان عليهما من ورق الجنة يجعلان على عورتهما من ورق التين أو الموز ورقة فوق ورقة ليستترا بها كما تخصف النعل وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة هذا عتاب من الله وتنبيه على الخطأ وروى أنه قال لآدم عليه السلام ألم يكن لك فيما منحتك من شجر الجنة مندوحة عن هذه الشجرة فقال بلى ولكن ما ظننت أن أحدا يحلف بك كاذبا قال فبعزتى لأهبطنك إلى الأرض ثم لا تنال العيش إلا بكد يمين وعرق جبين فاهبط وعلم صنعة الحديد و أمر بالحرث فحرث وسقى وحصد ودرس وذرى وعجن وطحن وخبر وأقل لكما أن الشيطان لكما عدو مبين قالا ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين فيه دليل لنا على المعتزلة لأن الصغائر عندهم مغفورة قال اهبطوا الخطاب لآدم وحواء بلفظ الجمع لأن ابليس هبط من قبل ويحتمل أنه هبط إلى السماء ثم هبطوا جميعا إلى الأرض بعضكم لبعض عدو فى موضع الحال أى متعادين يعاديهما ابليس ويعاديانه ولكم فى الأرض مستقر استقرار أو موضع استقرار ومتاع وانتفاع بعيش إلى حين إلى انقضاء آجالكم وعن ثابت البنانى لما أهبط آدم عليه السلام وحضرته الوفاة واحاطت به الملائكة فجعلت حواء تدور حولهم فقال لها خلى ملائكة ربى فإنما أصابنى ما اصابنى فيك فلما توفى غسلته الملائكة بماء وسدر وترا وحنطته وكفتنه فى وتر من


الصفحة التالية
Icon