الأعراف ٢٥ - ٢٨
الثياب وحفروا له قبرا ودفنوه بسر نديب بأرض الهند وقالوا لبنيه هذه سنتكم بعده قال فيها تحيون فى الأرض وفيها تموتون ومنها تخرجون للثواب والعقاب تخرجون حمزة وعلى يا بنى آدم قد انزلنا عليكم لباسا جعل ما فى الأرض منزلا من السماء لأن أصله من الماء وهو منها يوارى سوآتكم يستر عوراتكم وريشا لباس الزينة استيعر من ريش الطير لأنه لباسه وزينته أى انزلنا عليكم لباسين لباسا يوارى سوآتكم ولباسا يزينكم ولباس التقوى ولباس الورع الذى يقى العقاب وهو مبتدأ وخبره الجملة وهى ذلك خير كأنه قيل ولباس التقوى هو خير لأن أسماء الاشارة تقرب من الضمائر فيما يرجع إلى عود الذكر أو ذلك صفة للمبتدا وخير خبر المتبدا كأنه قيل ولباس التقوى المشار إليه خير أو لباس التقوى خبر مبتدأ محذوف أى وهو لباس التقوى أى ستر العورة لباس المتقين ثم قال ذلك خير وقيل ولباس أهل التقوى من الصوف والخشن ولباس التقوى مدنى وشامى وعلى عطفا على لباسا أى وأنزلنا عليكم لباس التقوى ذلك من آيات الله الدالة على فضله ورحمته على عباده يعنى انزال اللباس لعلهم يذكرون فيعرفوا عظيم النعمة فيه وهذه الآية واردة على سبيل الاستطراد عقيب ذكر بدو السوآت وخصف الورق عليها اظهارا للمنة فيما خلق من اللباس ولما فى العرى من الفضيحة واشعارا بأن التستر من التقوى يا بنى آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة لا يخدعنكم ولا يضلنكم بأن لا تدخلوا الجنة كما فتن أبويكم بأن أخرجهما منها ينزع عنهما لباسهما حال أى أخرجهما نازعا لباسهما بأن كان سببا فى أن نزع عنهما والنهى فى الظاهر للشيطان وفى المعنى لبني آدم أى لا تتبعوا الشيطان فيفتنكم ليريهما سوآتهما عوراتهما أنه الضمير للشأن والحديث يراكم هو تعليل للنهى وتحذير من فتنته بأنه بمنزلة العدو المداجى يكيدكم من حيث لا تشعرون وقبيله وذريته أو وجنوده من الشياطين وهو عطف على الضمير فى يراكم المؤكد بهو ولم يعطف عليه لأن معمول الفعل هو المستكن دون هذا البارز و إنما يعطف على ما هو معمول الفعل من حيث لا ترونهم قال ذو النون أن كان هو يراك من حيث لا تراه فإستعن بمن يراه من حيث لا يراه وهو الله الكريم الستار الرحيم الغفار إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون فيه دلالة خلق الافعال و إذا فعلوا فاحشة ما يبالغ فى قبحة