الأعراف ٢٨ - ٣١
من الذنوب وهو طوافهم بالبيت عراة وشركهم قالوا وجدنا عليها آباءنا والله امرنا بها أى إذا فعلوها اعتذروا بأن آبائهم كانوا يفعلونها فاقتدوا بهم وبأن الله أمرهم بأن يفعلوها حيث أقرنا عليها إذ لو كرهها لنقلنا عنها وهما باطلان لأن أحدهما تقليد للجهال والثانى افتراء على ذى الجلال قل إن الله لا يأمر بالفحشاء إذ المأمور به لا بد أن يكون حسنا وان كان فيه على مراتب على ما عرف فى أصول الفقه أتقولون على الله مالا تعلمون استفهام انكار وتوبيخ قل أمر ربى بالقسط بالعدل وبما هو حسن عند كل عاقل فكيف يأمر بالفحشاء وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وقل أقيموا وجوهكم أى اقصدوا عبادته مستقيمين الهيا غير عادلين إلى غيرها فى كل وقت سجود أو فى كل مكان سجود وادعوه واعبدوه مخلصين له الدين أى الطاعة مبتغين بها وجهه خالصا كما بدأكم تعودون كما أنشأكم ابتداء يعيدكم احتج عليهم فى انكارهم الاعادة بإبتداء الخلق والمعنى أنه يعيدكم فيجازيكم على اعمالم فاخلصوا له العبادة فريقا هدى وهم المسلمون وفريقا أى أضل فريقا حق عليهم الضلالة وهم الكافرون أنهم إن الفريق الذين حق عليهم الضلالة اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله أى أنصارا ويحسبون أنهم مهتدون و الآية حجة لنا على الاعتزال فى الهداية والاضلال يا بنى آدم خذوا زينتكم لباس زينتكم عند كل مسجد كلما صليتم وقيل الزينة المشط والطيب والسنة أن يأخذ الرجل أحسن هيآته للصلاة لأن الصلاة مناجاة الرب فيستحب لها التزين والتعطر كما يجب التستر والتطهر وكلوا من اللحم والدسم واشربوا ولا تسرفوا بالشروع فى الحرام أو فى مجاوزة الشبع أنه لا يحب المسرفين وعن ابن عباس رضى الله عنهما كل ما شئت واشرب ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك خصلتان سرف ومخيلة وكان للرشيد طبيب نصرانى حاذق فقال لعلى بن الحسين واقد ليس فى كتابكم من علم الطب شيء والعلم علمان علم الأبدان وعلم الأديان فقال له على قد جمع الله الطب كله فى نصف آية من كتابه وهو قوله وكلوا واشربوا ولا تسرفوا فقال النصرانى ولم يرو عن رسولكم شيء فى الطب فقال قد جمع رسولنا الطب فى ألفاظ يسيرة وهى قوله عليه السلام المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء وأعط كل بدن ما عودته فقال النصرانى ما ترك كتابكم ولا نبيكم لجالينوس طبا ثم استفهم إنكارا على محرم الحلال بقوله


الصفحة التالية
Icon