الأنفال ٦٦ - ٦٨
كوفى وافقه البصرى فى الاولى والمراد الضعف فى البدن يغلبوا مائتين وان يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين وتكرير مقاومة الجماعة لأكثر منها مرتين قبل التخفيف وبعده للدلالة على أن الحال مع القلة والكثرة لا تتفاوت إذ الحال قد تتفاوت بين مقاومة العشرين المائتين والمائة الألف وكذلك بين مقاومة المائة المائتين والألف الألفين ما كان لنبى ما صح له ولا استقام أن يكون له أسرى أن تكون بصرى حتى يثخن فى الأرض الاثخان كثرة القتل والمبالغة فيه من الثخانة وهى الغلط والكثافة يعنى حتى يذل الكفر باشاعة القتل فى اهله ويعز الإسلام بالاستيلاء والقهر ثم الأسر بعد ذلك روى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم اتى بسبعين أسيرا فيهم العباس عمه وعقيل فاستشار النبى عليه السلام أبا بكر فيهم فقال قومك وأهلك استبقهم لعل الله يتوب عليهم وخذ منهم فدية تقوى بها أصحابك وقال عمرو رضى الله عنه كذبوك وأخرجوك فقدمهم واضرب أعناقهم فإن هؤلاء أئمة الكفر وان الله أغناك عن الفداء مكن عليا من عقيل وحمزة من العباس ومكنى من فلان لنسيب له فلنضرب أعناقهم فقال عليه السلام مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم حيث قال ومن عصانى فأنك غفور رحيم ومثلك يا عمر كمثل نوح حيث قال رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لهم أن شئتم قتلتموهم وان شئتم فاديتموهم واستشهد منكم بعدتهم فقالوا بل نأخذ الفداء فاستشهدوا بأحد فلما أخذوا الفداء نزلت الآية تريدون عرض الدنيا متاعها يعنى الفداء سماه عرضا لقلة بقائه وسرعة فناءه والله يريد الآخرة أى ما هو سبب الجنة من اعزاز الإسلام بالاثخان فى القتل والله عزيز يقهر الاعداء حكيم فى عتاب الاولياء لولا كتاب من الله لو لا حكم من الله سبق أن لا يعذب أحدا على العلم بالاجتهاد وكان هذا اجتهاد منهم لأنهم نظروا فى أن استبقاءهم ربما كان سببا فى اسلامهم و أن فداءهم يتقوى به على الجهاد وخفى عليهم أن قتلهم أعز للاسلام وأهيب لمن وراءهم أو ما كتب الله فى اللوح أن لا يعذب أهل بدر أو كان لا يؤاخذ قبل البيان والاعذار وفيما ذكر من الاستشارة دلالة على جواز الاجتهاد فيكون حجة على منكرى القياس كتاب مبتدأ ومن الله صفته أى لولا كتاب ثابت من الله وسبق صفة أخرى له وخبر المبتدأ محذوف أى لولا كتاب بهذه الصفة فى الوجود وسبق لا يجوز أن يكون خبرا لأن لولا لا يظهر خبرها أبدا لمسكم لنالكم وأصابكم فيما أخذتم من فداء الاسرى عذاب عظيم روى أن عمر رضى الله عنه دخل على رسول الله صلى الله عليه