الأنفال ٦٩ - ٧٢
وسلم فإذا هو و أبو بكر يبكيان فقال يا رسول الله أخبرنى فإن وجدت بكاء بكيت وان لم أجد بكاء تباكيت فقال أبكى على أصحابك فى أخذهم الفداء ولقد عرض على عذابهم أدنى من هذه الشجرة لشجرة قريبة منه وروى أنه عليه السلام قال لو نزل عذاب من السماء لما نجا منه غير عمر وسعد بن معاذ لقوله كان الأثخان فى القتل أحب إلى فكلوا مما غنمتم روى أنهم أمسكوا عن الغنائم ولم يمدوا أيديهم إليها فنزلت وقيل هو إباحة للفداء لأنه من جملة الغنائم والفاء للتسبيب والسبب محذوف ومعناه قد أحللت لكم الغنائم فكلوا حلالا مطلقا عن العتاب والعقاب من حل العقال وهو نصب على الحال من المغنوم أو صفة للمصدر أى اكلا حلالا طيبا لذيذا هنيئا أو حلالا بالشرع طيبا بالطبع واتقوا الله فلا تقدموا على شيء لم يعهد اليكم فيه إن الله غفور لما فعلتم من قبل رحيم بإحلال ما غنتم يا أيها النبى قل لمن فى أيديكم فى ملكتكم كأن أيديكم قابضة عليهم من الأسرى جمع أسير من الأسارى أبو عمرو جمع أسرى أن يعلم الله فى قلوبكم خيرا خلوص ايمان وصحة نية يؤتكم خيرا مما أخذ منكم من الفداء إما أن يخلفكم فى الدنيا أضعفاه أو يثيبكم فى الآخرة ويغفر لكم والله غفور رحيم روى أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم مال البحرين ثمانون ألفا فتوضأ لصلاة الظهر وما صلى حتى فرقه وأمر العباس أن يأخذ منه فأخذ منه ما قدر على حمله وكان يقول هذا خير مما أخذ منى وأرجوا المغفرة وكان له عشرون عبدا وان أدناهم ليتجر فى عشرين ألفا وكان يقول أنجز الله أحد الوعدين و أنا على ثقة من الآخر و أن يريدوا أى الأسرى خيانتك نكث ما بايعوك عليه من الإسلام بالردة أو منع ما ضمنوه من الفداء فقد خانوا الله من قبل فى كفرهم به ونقض ما أخذ على كل عاقل من ميثاقه فأمكن منهم فأمكنك منهم أى أظفرك بهم كما رأيتم يوم بدر فسيمكن منهم إن عادوا إلى الله الخيانة والله عليم بالمآل حكيم فيما أمر فى الحال إن الذين آمنوا وهاجروا من مكة حبا لله ورسوله وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله هم المهاجرون والذين آووا ونصروا أى آووهم إلى ديارهم ونصروهم على أعدائهم وهم الانصار أولئك بعضهم أولياء بعض أى يتولى بعضهم بعضا