التوبة ٩ - ١٣
وهو اتباع الاهواء والشهوات فصدوا عن سبيله فعدلوا عنه وصرفوا غيرهم إنهم ساء ما كانوا يعملون أى بئس الصنيع صنيعهم لا يرقبون فى مؤمن إلا ولاذمة لا تكرار لأن الأول على الخصوص حيث قال فيكم والثانى على العموم لأنه قال فى مؤمن أولئك هم المعتدون المجاوزون الغاية فى الظلم والشرارة فإن تابوا عن الكفر وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فاخوانكم فهم اخوانكم على حذف المبتدأ فى الدين لا فى النسب ونفصل الآيات ونبينها لقوم يعلمون يفهمون فيتفكرون فيها وهذا اعتراض كأنه قيل و إن من تأمل تفصيلها فهو العالم تحريضا على تأمل ما فصل من أحكام المشركين المعاهدين وعلى المحافظة عليها و إن نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم أي نقضوا العهود المؤكدة بالإيمان وطعنوا في دينكم وعابوه فقاتلوا أئمة الكفر فقاتلوهم فوضع أئمة الكفر موضع ضميرهم وهم رؤساء الشرك أو زعماء قريش الذين هموا بإخراج الرسول وقالوا إذا طعن الذمى فى دين الإسلام طعنا ظاهر اجاز قتله لأن العهد معقود معه علىألا يطعن فإذا طعن فقد نكث عهده وخرج من الذمة أئمة بهمزتين كوفى وشامى الباقون بهمزة واحدة غير ممدودة بعدها ياء مكسورة أصلها أأممة لانها جمع إمام كعماد وأعمدة فنقلت حركة الميم الاولى إلى الهمزة الساكنة وادغمت فى الميم الأخرى فمن حقق الهمزتين اخرجهما على الأصل ومن قلب الثانية ياء فلكسرتها إنهم لا أيمان لهم و إنما أثبت لهم الأيمان فى قوله و إن نكثوا أيمانهم لأنه أراد أيمانهم التى اظهروها ثم قال لا أيمان لهم على الحقيقة وهو دليل لنا على أن يمين الكافر لا تكون يمينا ومعناه عند الشافعى رحمه الله أنهم لا يوفون با لأن يمينهم يمين عنده حيث وصفها بالنكث لا إيمان شامى اي لا إسلام لعلهم ينتهون متعلق بفقاتلوا أئمة الكفر وما بينهما اعتراض أى ليكن غرضكم فى مقاتلتهم أنتهاءهم عما هم عليه بعد ما وجد منهم من العظائم وهذا من غاية كرمه على المسىء ثم حرض على القتال فقال ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم التى حلفوها فى المعاهدة وهموا باخراج الرسول من مكة وهم بدءوكم أول مرة بالقتال والبادىء أظلم فما يمنعكم من أن تقاتلوهم وبخهم بترك مقاتلتهم وحضهم عليها ثم وصفهم بما يوجب الحض عليها من


الصفحة التالية
Icon