التوبة ١٣ - ١٧
نكث العهد واخرج الرسول والبدء بالقتال من غير موجب اتخشونهم توبيخ على الخشية منهم فالله أحق أن تخشوه بأن تخشوه فقاتلوا اعداءه إن كنتم مؤمنين فاخشوه أى أن قضية الإيمان الكامل أن لا يخشى المؤمن إلا ربه ولا يبال بمن سواه ولما وبخهم الله على ترك القتال جردلهم الأمر به بقوله قاتلوهم ووعدهم النصر ليثبت قلوبهم وتصح نياتهم بقوله يعذبهم الله بأيديكم قتلا ويخزهم أسرا وينصركم عليهم يغلبكم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين طائفة منهم وهم خزاعة عيبة رسول الله صلى الله عليه و سلم ويذهب غيظ قلوبهم لما لقوا منهم من المكروه وقد حصل الله هذه المواعيد كلها فكان دليلا على صحة نبوته ويتوب الله على من يشاء ابتداء كلام واخبار بان بعض أهل مكة يتوب عن كفره وكان ذلك أيضا فقد أسلم ناس منهم كأبى سفيان وعكرمة بن أبى جهل وسهيل بن عمرو وهى ترد على المعتزلة قولهم إن الله تعالى شاء أن يتوب على جميع الكفرة لكنهم لا يتوبون باختيارهم والله عليم يعلم ما سيكون كما يعلم ما قد كان حكيم في قبول التوبة أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم أم منقطعة والهمزة فيها للتوبيخ على وجود الحسبان أى لا تتركون على ما أنتم عليه حتى يتبين المخلص منكم وهم الذين جاهدوا فى سبيل الله لوجه الله ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة أى بطانة من الذين يضادون رسول الله صلى الله عليه و سلم والمؤمنين ولما معناها التوقع وقد دلت على أن تبين ذلك متوقع كائن و أن الذين لم يخلصوا دينهم لله يميز بينهم وبين المخلصين ولم يتخذوا معطوف على جاهدوا داخل فى حيز الصلة كأنه قيل ولما يعلم الله المجاهدين منكم والمخلصين غير المتخذين وليجة من دون الله والمراد بنفىالعلم نفى المعلوم كقولك ما علم الله منى ما قيل فى تريد ما وجد ذلك منى والمعنى احسبتم أن تتركوا بلا مجاهدة ولا براءة من المشركين والله خبير بما تعملون من خير أو شر فيجازيكم عليه ما كان للمشركين ما صح لهم وما استقام أن يعمروا مساجد الله مسجد الله مكى وبصرى يعنى المسجد الحرام و إنما


الصفحة التالية
Icon