التوبة ١٧ - ١٩
جمع فى القراءة بالجمع لأنه قبلة المساجد وإمامها فعامره كعامر جميع المساجد ولان كل بقعة منه مسجد أو أريد جنس المساجد و إذا لم يصلحوا لأن يعمروا جنسها دخل تحت ذلك أن لا يعمروا المسجد الحرام الذى هو صدر الجنس وهو آكد إذ طريقه طريق الكناية كما تقول فلان لا يقرأ كتب الله فانه أنفى لقراءته القرآن من تصريحك بذلك شاهدين على أنفسهم بالكفر باعترافهم بعبادة الاصنام وهو حال من الواو فى يعمروا والمعنى ما استقام لهم أن يجمعوا بين امرين متضادين عمارة متعبدات الله مع الكفر بالله وبعبادته أولئك حبطت أعمالهم وفى النار هم خالدون دائمون إنما يعمر مساجد الله عمارتها رم ما استرم منها وقمها وتنظيفها وتنويرها بالمصابيح وصيانتها مما لم تبن له المساجد من احاديث الدنيا لانها بنيت للعبادة والذكر ومن الذكر درس العلم من آمن بالله واليوم الآخر ولم يذكر الإيمان بالرسول عليه السلام لما علم أن الإيمان بالله قرينته الإيمان بالرسول لاقترانهما فى الأذان والإقامة وكلمة الشهادة وغيرها أو دل عليه بقوله وأقام الصلاة وآتى الزكاة وفى قوله ولم يخش إلا الله تنبيه على الاخلاص والمراد الخشية فى أبواب الدين بألآ لا يختار على رضا الله رضا غيره لتوقع مخوف إذ المؤمن قد يخشى المحاذير ولا يتمالك ألا يخشاها وقيل كانوا يخشون الأصنام ويرجونها فأريد نفى تلك الخشية عنهم فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين تبعيد للمشركين عن مواقف الاهتداء وحسم لأطماعهم فى الانتفاع بأعمالهم لأن عسى كلمة اطماع والمعنى إنما تستقيم عمارة هؤلاء وتكون معتدا بها عند الله دون من سواهم أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن امن بالله واليوم الآخر وجاهد فى سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدى القوم الظالمين السقاية والعمارة مصدران من سقى وعمر كالصيانة والوقاية و لا بد من مضاف محذوف تقديره أجعلتم أهل سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله وقيل المصدر بمعنى الفاعل يصدقه قراء ابن الزبير سقاة الحاج وعمارة المسجد الحرام والمعنى انكار أن يشبه المشركون بالمؤمنين وأعمالهم المحيطة بأعمالهم المثبتة و أن يسوى بينهم وجعل تسويتهم ظلما بعد ظلمهم بالكفر لأنهم وضعوا المدح والفخر في غير موضعهما نزلت جوابا لقول العباس حين أسر فطفق على رضى الله عنه يوبخه بقتال رسول الله صلى الله عليه و سلم وقطيعة الرحم تذكر


الصفحة التالية
Icon