التوبة ٣٨ - ٤٠
فصارت ثاء ساكنة قد خلت ألف الوصل لئلا يبتدأ بالساكن أى تباطأتم إلى الأرض ضمن معنى الميل والاخلاد فعدى بالى أى ملتم إلى الدنيا وشهواتها وكرهتم مشاق السفر ومتاعبه أو ملتم إلى الإقامة بأرضكم ودياركم وكان ذلك فى غزوة تبوك استنفروا فى وقت عسرة وقحط وقيظ مع بعد الشقة وكثرة العدو فشق عليهم ذلك وقيل ما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فى غزوة إلا ورى عنها بغيرها إلا فى غزوة تبوك ليستعد الناس تمام العدة ارضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة بدل الآخرة فما متاع الحياة الدنيا فى الآخرة فى جنب الآخرة إلا قليل إلا تنفروا إلى الحرب يعذبكم عذابا اليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا سخط عظيم على المتثاقلين حيث أوعدهم بعذاب أليم مطلق يتناول عذاب الدراين و أنه يهلكهم ويستبدل بهم قوما آخرين خير منهم واطوع و أنه غنى عنهم فى نصرة دينه لا يقدح تثاقلهم فيها شيئا وقيل الضمير فى ولا تضروه للرسول عليه السلام لأن الله وعده أن يعصمه من الناس و أن ينصره ووعده كائن لا محالة والله على كل شيء من التبديل والتعذيب وغيرهما قدير إلا تنصروه فقد نصره الله إلا تنصروه فسينصره من نصره حين لم يكن معه إلا رجل واحد فدل بقوله فقد نصره الله على أنه ينصره فى المستقبل كما نصره فى ذلك الوقت إذ أخرجه الذين كفروا أسند الإخراج إلى الكفار لأنهم حيث هموا بإخراجه أذن الله له فى الخروج فكأنهم أخرجوه ثانى اثنين أحد اثنين كقوله ثالث ثلاثة وهما رسول الله و ابو بكر وانتصابه على الحال إذ هما بدل من إذ أخرجه فى الغار هو نقب فى أعلى ثور وهو جبل فى يمنى مكة على مسيرة ساعة مكثا فيه ثلاثا إذ يقول بدل ثان لصاحبه لا تحزن إن الله معنا بالنصره والحفظ قيل طلع المشركون فوق الغار فأشفق أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن تصب اليوم ذهب دين الله فقال عليه السلام ماظنك باثنين الله ثالثهما وقيل لما دخل الغار بعث الله حمامتين فباضنتا فى أسفله والعنكبوت فنسجت عليه وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم اعم أبصارهم فجعلوا يترددون حول الغار ولا يفطنون قد اخذ الله بأبصارهم عنه وقالوا من أنكر صحبة أبى بكر فقد كفر لإنكاره كلام الله وليس ذلك لسائر الصحابة فانزل الله سكينته ما القى فى قلبه من الأمنة التى سكن عندها وعلم أنهم لا يصلون