التوبة ٥٢ - ٥٥
تنتظرون بنا إلا إحدى الحسنيين وهما النصرة والشهادة ونحن نتربص بكم إحدى السوأيين اما أن يصيبكم الله بعذاب من عنده وهو قارعة من السماء كما نزلت على عاد وثمود أو بعذاب بأيدينا وهو القتل على الكفر فتربصوا بنا ما ذكرنا إنا معكم متربصون ما هو عاقبتكم قل أنفقوا فى وجوه البر طوعا أو كرها طائعين أو مكروهين نصب على الحال كرها حمزة وعلى وهو أمر فى معنى الخبر ومعناه لن يتقبل منكم أنفقتم طوعا أو كرها ونحوه استغفر لهم أولا تستغفر لهم وقوله... اسيئى بنا أو احسنى لا ملومة... لدينا ولا مقلية إن تقلت...
أى لن يغفر الله لهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم ولا نلومك اسأت الينا أو أحسنت وقد جاز عكسه فى قولك رحم الله زيدا ومعنى عدم القبول أنه عليه السلام يردها عليهم ولا يقبلها أو لا يثيبها الله وقوله طوعا أى من غير إلزام من الله ورسوله وكرها أى ملزمين وسمى الالزام إكراها لأنهم منافقون فكان إلزامهم الانفاق شاقا عليهم كالاكراه إنكم تعليل الرد انفاقهم كنتم قوما فاسقين متمردين عاتين وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم وبالياء حمزة وعلى إلا أنهم كفروا أنهم فاعل منع وهم و أن تقبل مفعولاه أى وما منعهم قبول نفقاتهم إلا كفرهم بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى جمع كسلان ولا ينفقون إلا وهم كارهون لأنهم لا يريدون بهما وجه الله تعالى وصفهم بالطوع فى قوله طوعا وسلبه عنهم ههنا لأن المراد بطوعهم أنهم يبذلونه من غير إلزام من رسول الله صلى الله عليه و سلم أو من رؤسائهم وما طوعهم ذلك إلا عن كراهة واضطرار لا عن رغبة واختيار فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها فى الحياة الدنيا الاعجاب بالشيء أن تسربه سرور راض به متعجب من حسنه والمعنى فلا تستحسن ما اوتوا من زينة الدنيا فإن الله إنما اعطاهم ما أعطاهم ليعذبهم بالمصائب فيها أو بالانفاق منه فى أبواب الخير وهم كارهون له أو بنهب أموالهم وسبىء اولادهم أو يجمعها