التوبة ٥٥ - ٦٠
وحفظها وحبها والبخل بها والخوف عليها وكل هذا عذاب وتزهق انفسهم وهم كافرون وتخرج أرواحهم وأصل الزهوق الخروج بصعوبة ودلت الآية على بطلان القول بالاصلح لأنه أخبر أن إعطاء الاموال والأولاد لهم للتعذيب والأمانة على الكفر و على ارادة الله تعالى المعاصى لأن ارادة العذاب بارادة ما يعذب عليه وكذا ارادة الأمانة على الكفر ويحلفون بالله أنهم لمنكم لمن جملة المسلمين وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون يخافون القتل وما يفعل بالمشركين فيتظاهرون بالإسلام تقية لو يجدون ملجأ مكانا يلجئون إليه متحصنين من رأس جبل أو قلعة أو جزيرة أو مغارات أو غيرانا أو مدخلا أو نفقا يندسون فيه وهو مفتعل من الدخول لولوا إليه لاقبلوا نحوه وهم يجمحون يسرعون إسراعا لا يردهم شيء من الفرس الجموح ومنهم ومن المنافقين من يلمزك فى الصدقات يعيبك فى قسمة الصدقات ويطعن عليك فإن اعطوا منها رضوا و إن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون إذا للمفاجأة أى وإن لم يعطوا منها فاجئوا السخط وصفهم بأن رضاهم وسخطهم لأنفسهم لا للدين وما فيه صلاح اهله لأنه عليه السلام استعطف قلوب أهل مكة يومئذ بتوفير الغنائم عليهم فضجر المنافقون منه ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون جواب لو محذوف تقديره ولو أنهم رضوا لكان خيرا لهم والمعنى ولو أنهم رضوا ما أصابهم به الرسول من الغنيمة وطابت به نفوسهم و إن قل نصيبهم وقالوا كفانا فضل الله وصنعه وحسبنا ما قسم لنا سيرزقنا غنيمة اخرى فيؤتنيا رسول الله صلى الله عليه و سلم اكثر مما آتانا اليوم أنا الى الله فى أن يغنمنا ويخولنا فضله الراغبون ثم بين مواضعها التى توضع فيها فقال إنما الصدقات للفقراء والمساكين قصر جنس الصدقات على الأصناف المعدودة أى هى مختصة بهم لا تتجاوز إلى غيرهم كأنه قيل إنما هى لهم لا لغيرهم كقولك إنما الخلافة لقريش تريد لا تتعداهم ولا تكون لغيرهم فيحتمل أن تصرف إلى الأصناف كلها وان تصرف إلى بعضها كما هو مذهبنا وعن