التوبة ٦٠ - ٦١
حذيفة وابن عباس وغيرهما من الصحابةو التابعين أنهم قالوا فى أى صنف منها وضعتها أجزأك وعند الشافعى رحمه الله لا بد من صرفها إلى الأصناف وهو المروى عن عكرمة ثم الفقير الذى لا يسأل لأن عنده ما يكفيه للحال والمسكين الذى يسأل لأنه لا يجد شيئا فهو أضعف حالا منه وعند الشافعى رحمه الله على العكس والعاملين عليها هم السعاة الذين يقبضونها والمؤلفة قلوبهم على الإسلام أشراف من العرب كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتألفهم على أن يسلموا وقوم منهم أسلموا فيعطيهم تقريرا لهم على الإسلام وفى الرقاب وهم المكاتبون يعانون منها والغارمين الذين ركبتهم الديون وفى سبيل الله فقراء الغزاة أو الحجيج المنقطع بهم وابن السبيل المسافر المنقطع عن ماله وعدل عن اللام إلى الاربعة الأخيرة للايذان بأنهم أرسخ فى استحقاق التصدق عليهم ممن سبق ذكره لأنه فى للوعاء فنبه على أنهم أحقاء بأن توضع فيها الصدقات عليهم ممن سبق ذكره لأن فى للوعاء فنبه على أنهم أحقاء بأن توضع ويجعلوا مظنة لها وتكرير فى قوله فى سبيل الله وابن السبيل فيه فضل ترجيح لهذين على الرقاب والغارمين و إنما وقعت هذه الآية فى تضاعيف ذكر المنافقين ليدل بكون هذه الاصناف مصارف الصدقات خاصة دون غيرهم على أنهم ليسوا منهم حسما لأطماعهم واشعارا بأنهم بعداء عنها وعن مصارفها فما لهم ومالها وما سلطهم على التكلم فيها ولمن قاسمها وسهم المؤلفة قلوبهم سقط باجماع الصحابة فى صدر خلافة أبى بكر رضى الله عنه لأن الله أعز الإسلام وأغنى عنهم والحكم متى ثبت معقولا لمعنى خاص يرتفع وينتهى بذهاب ذلك المعنى فريضة من الله فى معنى المصدر المؤكد لأن قوله إنما الصدقات للفقراء معناه فرض الله الصدقات لهم والله عليم بالمصلحة حكيم فى القسمة ومنهم الذين يؤذون النبى ويقولون هو أذن الاذن الرجل الذى يصدق كل ما يسمع ويقبل قول كل أحد سمى بالجارجة التى هى آلة السماع كأن جملته أذن سامعه وايذاؤهم له هو قولهم فيه هو أذن قصدوا به المذمة و أنه من أهل سلامة القلوب والغرة ففسره الله تعالى بما هو مدح له وثناء عليه فقال قل أذن خير لكم كقولك رجل صدق تريد الجودة والصلاح كأنه قيل نعم هو أذن ولكن نعم الاذن ويجوز أن يريد هو اذن فى الخير والحق وفيما يجب سماعه وقبوله وليس بأذان فى غير ذلك ثم فسر كونه أذن خير بأنه يؤمن بالله أى يصدق لما قام عنده من الأدلة ويؤمن للمؤمنين ويقبل من المؤمنين الخلص من المهاجرين والأنصار وعدى فعل الإيمان بالباء إلى الله لأنه قصد به التصديق بالله الذى هو ضد الكفر به و إلى المؤمنين باللام لأنه قصد السماع من المؤمنين و أن يسلم لهم ما يقولونه ويصدقه لكونهم صادقين عنده ألا ترى إلى قوله وما أنت بمؤمن لنا كيف ينبىء عن الباء