التوبة ٦٩ - ٧١
من الفضحية ونزول العذاب إن اطلع علىأسرارهم الكاف فى كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم محلها رفع أى انتم مثل الذين من قبلكم أو نصب على فعلتم مثل فعل الذين من قبلكم وهو أنكم استمتعتم بخلاقكم كما استمتعوا بخلافهم أى تلذذوا بملاذ الدنيا والخلاق النصيب مشتق من الخلق وهو التقدير أى ما خلق للانسان بمعنى قدر من خير وخضتم فى الباطل كالذى خاضوا كالفوج الذى قاضوا أو كالخوض الذى خاضره والخوض الدخول فى الباطل واللهو و إنما قدم فاستمتعوا بخلاقهم وقوله كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم مغن عنه ليذم الأولين بالاستمتاع بما أوتوا من حظوظ الدنيا والتهائهم بشهواتهم الفانية عن النظر فى العاقبة وطلب الفلاح فى الآخرة ثم يشبه بعد ذلك حال المخاطبين بحالهم أولئك حبطت أعمالهم فى الدنيا و الآخرة فى مقابلة قوله وآتيناه أجره فى الدنيا و إنه فى الآخرة لمن الصالحين و أولئك هم الخاسرون ثم ذكر نبأ من قبلهم فقال ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح هو بدل من الذين و عاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين و أهل مدين هم قوم شعيب والمؤتفكات مدائن قوم لوط وائتفاكهن انقلاب أحوالهن عن الخير إلى الشر أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم فما صح منه أن يظلمهم بإهلاكهم لأنه حكيم فلا يعاقبهم بغير جرم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون بالكفر وتكذيب الرسل والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض فى التناصر والتراحم يأمرون بالمعروف بالطاعة و الإيمان وينهون عن المنكر عن الشرك والعصيان ويقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله السين مفيدة وجود الرحمة لا محالة فهى تؤكد الوعد كما تؤكد الوعيد فى سأنتقم منك يوما إن الله عزيز غالب على كل شيء قادر


الصفحة التالية
Icon