التوبة ٧١ - ٧٤
عليه فهو يقدر على الثواب والعقاب حكيم واضع كل موضعه وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة يطيب فيها العيش وعن الحسن رحمه الله قصورا من اللؤلؤ والياقوت الاحمر والزبرجد فى جنات عدن هو علم بدليل قوله جنات عدن التى وعد الرحمن وقد عرفت أن الذى والتى وضعا لوصف المعارف بالجمل وهى مدينة فى الجنة ورضوان من الله وشيء من رضوان الله أكبر من ذلك كله لأن رضاه سبب كل فوز وسعادة ذلك إشارة إلى ما وعد أو إلى الرضوان هو الفوز العظيم وحده دون ما يعده الناس فوزا يا أيها النبى جاهد الكفار بالسيف والمنافقين بالحجة واغلظ عليهم فى الجهادين جميعا ولا تحابهم وكل من وقف منه على فساد فى العقيدة فهذا الحكم ثابت فيه يجاهد بالحجة وتستعمل معه الغلظة ما امكن منها ومأواهم جهنم وبئس المصير جهنم أقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فى غزوة تبوك شهرين ينزل عليه القرآن ويعيب المنافقين المتخلفين فيسمع من معه منهم الجلاس ابن سويد فقال والله لئن كان ما يقول محمدا حقا لإخواننا الذين خلفناهم وهم ساداتنا فنحن شر من الحمير فقال عامر بن قيس الأنصارى للجلاس اجل والله إن محمدا صادق و أنت شر من الحمار وبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستحضر فحلف بالله ما قال فرفع عامر يده فقال اللهم أنزل على عبدك ونبيك تصديق الصادق وتكذيب الكاذب فنزل يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر يعنى إن كان ما يقول محمد حقا فنحن شر من الحمير أو هى استهزاؤهم فقال الجلاس يا رسول الله والله لقد قلته وصدق عامر فتاب الجلاس وحسنت توبته وكفروا بعد إسلامهم وأظهروا كفرهم بعد إظهارهم الإسلام وفيه دلالة على أن الإيمان و الإسلام واحد لأنه قال وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا من قتل محمد عليه السلام أو قتل عامر لرده على الجلاس وقيل أرادوا أن يتوجوا ابن أبى و إن لم يرض رسول الله صلى الله عليه و سلم وما نقموا وما انكروا