الكهف ٤ - ١
سورة الكهف مكية وهي مائة وإحدى عشرة آية بصرى وعشر آيات كوفي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله الذي أنزل على عبده محمد صلى الله عليه و سلم الكتاب القرآن لقن الله عباده وفقهم كيف يثنون عليه ويحمدونه على أجزل نعمائه عليهم وهي نعمة الإسلام وما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم من الكتاب الذي هو سبب نجاتهم ولم يجعل له عوجا أي شيئا من العوج والعوج في المعاني كالعوج في الأعيان يقال في رأيه عوج وفي عصاه عوج والمراد نفي الاختلاف و التناقض عن معانيه و خروج شىء منه من الحكمه قيما مستقيما و انتصابه بمضمر و تقديره جعله قيما لأنه اذا نفى عنه العوج فقد أثبت له الاستقامه وفائدة الجمع بين نفى العوج واثبات الاستقامه وفى احدهما غنى عن الآخر التأكيد فرب مستقيم مشهود له بالاستقامة ولا يخلو من أدنى عوج عند التصفح أو قيما على سائر الكتب مصدقا لها شاهدا بصحتها لينذر أنذر متعد إلى مفعولين كقوله إنا أنذرناكم عذابا قريبا فاقتصر على أحدهما وأصله لينذر الذين كفروا بأسا عذابا شديدا وإنما اقتصر على أحد مفعولي أنذر لأن المنذر به هو المسوق إليه فاقتصر عليه من لدنه صادرا من عنده ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أي بأن لهم أجرا حسنا أي الجنة ويبشر حمزه على ماكثين حال من هم في لهم فيه في الآجر وهو الجنة أبدا وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ذكر المنذرين دون المنذر به بعكس الأول استغناء بتقديم ذكره ما لهم به من علم أي بالولد أو باتخاذه يعني ان قولهم هذا لم يصدر عن علم ولكن عن جهل مفرط فان قلت اتخاذ الله ولدا في نفسه محال فكيف قيل مالهم به من علم قلت معناه مالهم به من علم لأنه ليس مما يعلم لاستحالته وانتفاء العلم


الصفحة التالية
Icon