الكهف ٢٤ - ٢٢
بالغيب رميا بالخبر الخفي واتيانا به كقوله ويقذفون بالغيب أي يأتون به أووضع الرجم موضع الظن مكانه قيل ظنا بالغيب لأنهم أكثروا أن يقولوا رجم بالظن مكان قولهم ظن حتى لم يبق عندهم فرق بين العبارتين والواو الداخلة على الجملة الثالثة هي الواو التي تدخل على الجملة الواقعة صفة للنكرة كما تدخل على الواقعة حالا عن المعرفة في قولك جاءني رجل ومعه آخر ومررت بزيد وفي يده سيف وفائدتها توكيد لصوق الصفة بالموصوف والدلالة على أن اتصافه بها أمر ثابت مستقر وهذه الواو التي آذنت بأن الذين قالوا سبعة وثامنهم كلبهم قالوه عن ثبات علم ولم يرجموا بالظن كما رجم غيرهم دليله أن الله تعالى أتبع القولين الأولين قوله رجما بالغيب واتبع القول الثالث قوله قل ربي أعلم بعدتهم أي قل ربي أعلم بعدتهم وقد أخبركم بها بقوله سبعة وثامنهم كلبهم ما يعلمهم إلا قليل قال ابن عباس رضي الله عنهما أنا من ذلك القليل وقيل إلا قليل من أهل الكتاب والضمير في سيقولون على هذا الأهل الكتاب خاصة أي سيقولون أهل الكتاب فيهم كذا وكذا ولا علم بذلك إلا في قليل منهم وأكثرهم على ظن وتخمين فلا تمار فيهم فلا تجادل أهل الكتاب في شأن اصحاب الكهف إلا مراء ظاهرا إلا جد الا ظاهرا غير متعمق فيه وهو أن تقص عليهم ما أوحى الله اليك فحسب ولا تزيد من غير تجهيل لهم أو بمشهد من الناس ليظهر صدقك ولا تستفث فيهم منهم احدا ولا تسأل أحدا منهم عن قصتهم سؤال متعنت له حتى يقول شيئا فترده عليه وتزيف ما عنده ولا سؤال مسترشد لأن الله تعالى قد ارشد بأن أوحى إليك قصتهم ولا تقولن لشيء لأجل سيء تعزم عليه إني فاعل ذلك الشيء غدا أي فيما يستقبل من الزمان ولم يرد الغد خاصة إلا أن يشاء الله ان تقوله بأن يأذن لك فيه أو ولا تقولنه إلا بأن يشاء الله أي الا بمشيئته وهو في موضع الحال أي الا ملتبسا بمشيئة الله قائلا إن شاء الله وقال الزجاج معناه ولا تقولن إني أفعل ذلك الا بمشيئة الله تعالى لان قول القائل انا أفعل ذلك إن شاء الله معناه لا أفعله إلا بمشيئة الله وهذا نهى نهي تأديب من الله لنبيه حين قالت اليهود لقريش سلوه عن الروح وعن اصحاب الكهف وذي القرنين فسألوه فقال ائتوني غدا اخبركم ولم يستثن فأبطأ عليه الوحي حتى شق عليه واذكر ربك أي مشيئتة ربك وقل إن شاء الله إذا نسيت إذا فرط منك نسيان لذلك والمعنى إذا نسيت كلمة الاستثناء ثم تنبهت عليها فتداركها بالذكر عن الحسن ما دام في مجلس الذكر وعن ابن عباس رضي الله عنهما ولو بعد سنة وهذا محمول على تدارك التبرك بالاستثناء فاما الاستثناء المغير حكما فلا يصح الا متصلا وحكى أنه بلغ المنصور أن أبا حنيفة