الكهف ٢٧ - ٢٤
رحمه الله خالف ابن عباس رضي الله عنهما في الاستثناء المنفصل فاستحضره لينكر عليه فقال له ابو حنيفة هذا يرجع عليك إنك تأخذ البيعة بالإيمان افترضي أن يخرجوا من عندك فيستثنوا فيخرجوا عليك فاستحسن كلامه وامر الطاعن فيه باخراجه من عنده أو معناه واذكر ربك بالتسبيح والاستغفار إذا نسيت كلمة الاستثناء تشديدا في البعث على الاهتمام بها أو صلاة نسيتها إذا ذكرتها أو إذا نسيت شيئا فاذكره ليذكرك المنسي وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا يعني إذا نسيت شيئا فاذكر ربك وذكر ربك عند نسيانه أن تقول عسى ربي أن يهديني لشيء آخر بدل هذا المنسي أقرب منه رشدا وأدني خيرا ومنفعة أن يهدين أن ترن أن يؤتين أن تعلمن مكي في الحالين ووافقه ابو عمرو ومدني في الوصل ولبثوا في كهفهم ثلثمائة سنين يريد لبثهم فيه أحياء مضروبا على آذانهم هذه المدة وهو بيان لما أجمل في قوله فضربنا عل آذانهم في الكهف سنين عددا وسنين عطف بيان لثلثمائة ثلثمائة سنين بالإضافة حمزة وعلى على وضع الجمع موضع الواحد في التمييز كقوله بالأخسرين أعمالا وازدادوا تسعا أي تسع سنين لدلالة ما قبله عليه وتسعا مفعول به لأن زاد تقتضي مفعولين فازداد يقتضي مفعولا واحدا قل الله اعلم بما لبثوا أي هو أعلم من الذين اختلفوا فيهم بمدة لبثهم الحق ما أخبرك به أو هو حكاية لكلام أهل الكتاب وقل الله أعلم رد عليهم والجمهور على أن هذا والحق ما أخبرك به أو هو حكاية لكلام أهل الكتاب وقل الله أعلم رد عليهم هور على أن هذا اخبار من الله سبحانه وتعالى انهم لبثوا في كهفهم كذا مدة له غيب السموات والأرض ذكر اختصاصه بعلم ما غاب في السموات والأرض وخفي فيها من أحوال أهلها أبصر به وأسمع أي وأسمع به والمعنى ما أبصره بكل موجود وما أسمعه لكل مسموع مالهم لأهل السموات والأرض من دونه من ولي من متول لأمورهم ولا يشرك في حكمه في قضائه أحدا منهم ولا تشرك على النهي شامي كانوا يقولون له ائت بقرآن غير هذا أو بدله فقيل له واتل ما أوحى اليك من كتاب ربك أي من القرآن ولا تسمع لما يهذون به من طلب التبديل فانه لا مبدل لكلماته أي لا يقدر أحد على تبديلها أو تغييرها إنما يقدر على ذلك هو وحده ولن تجد من دونه ملتحدا ملجأ تعدل إليه إن هممت بذلك ولما قال قوم من رؤساء الكفرة لرسول الله صلى الله عليه و سلم نح هؤلاء الموالي وهم صهيب وعمار وخباب وسلمان وغيرهم من فقراء المسلمين حتى نجالسك نزل واصبر


الصفحة التالية
Icon