الكهف ٣٠ - ٢٨
نفسك مع الذين يدعون ربهم واحبسها معهم وثبتها بالغداة والعشي دائبين على الدعاء في كل وقت أو بالغداة لطلب التوفيق والتيسير والعشي لطلب عفو التقصير أو هما صلاة الفجر والعصر بالغدوة شامي يريدون وجهه رضا الله ولا تعد عيناك عنهم ولا تجاوز عداه إذا جاوزه وعدى بعن لنضمن عدا معنى نبا في قولك نبت عنه عينه وفائدة التضمين اعطاء مجموع معنيين وذلك أقوى من اعطاء معنى فذ تريد زينة الحياة الدنيا في موضع الحال ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا من جعلنا قلبه غافلا عن الذكر وهو دليل لنا على أنه تعالى خالق أفعال العباد واتبع هواه وكان أمره فرطا مجاوزا عن الحق وقل الحق من ربكم اي الإسلام أو القرآن والحق خبر مبتدأ محذوف أي هو فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر أي جاء الحق وزاحت العلل فلم يبق إلا أختياركم لأنفسكم ما شئتم من الأخذ في طريق النجاة أو في طريق الهلاك وجئ بلفظ الأمر والتخيير لأنه لما مكن من اختيار أيهما شاء فكأنه مخير مأمور بأن يتخير ما شاء من النجدين ثم ذكر جزاء من اختيار الكفر فقال انا أعتدنا هيأنا للظالمين للكافرين فقيد بالسباق كما تركت حقيقة الأمر والتخيير بالسياق وهو قوله إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاطبهم سرادقها شبه ما يحيط بهم من النار بالسرا دق وهي الحجرة التي تكون حول الفسطاط أو هو دخان يحيط بالكفار قبل دخولهم النار أو هو حائط من نار يطيف بهم وان يستغيثوا من العطش يغاثوا بماء كالمهل هو دردي الزيت أو ما بئس الشراب ذلك وساءت النار مرتفقا متكأ من الرفق وهذه لمشاكلة قوله وحسنت مرتفقا وإلا فلا ارتفاق لأهل النار وبين جزاء من اختار الإيمان فقال ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا وأولئك لهم جنات عدن كلام مستأنف بيان للأجر المبهم ولك أن تجعل أنا لا نضيع وأولئك خبرين معا والمراد من أحسن منهم عملا كقولك السمن منوان بدرهم أو لأن من أحسن عملا والذين آمنوا أو عملوا الصالحات ينتظمهما معنى واحد فأقام