الكهف ٣٣ - ٣١
من أحسن مقام الضمير تجري من تحتهم الانهار يحلون فيها من أساور من للابتداء وتنكير أساور وهي جمع أسورة التي هي جمع سوار لابهام امرها في الحسن من ذهب من للتبيين ويلبسون ثيابا خضرا من سندس مارق من الديباج وإستبرق ما غلظ منه أي يجمعون بين النوعين متكئين فيها على الأرائك خص الاتكاء لانه هيئة المتنعمين والملوك على أسرتهم نعم الثواب الجنة وحسنت الجنة والأرائك مرتفقا متكأ واضرب لهم مثلا رجلين مثل حال الكافرين والمؤمنين بحال رجلين وكانا أخوين في بني إسرائيل أحدهما كافر اسمه قطروس والآخر مسلم اسمه يهوذا وقيل هما المذكوران في والصافات في قوله قال قائل منهم اني كان لي قرين ورثا من ابيهما ثمانية آلاف دينار فجعلاهما شطرين فاشترى الكافر أرضا بألف دينار فقال المؤمن اللهم إن أخي اشترى أرضا بألف دينار وأنا أشتري منك أرضا في الجنة بألف فتصدق به ثم بني أخوه دارا بألف فتصدق به ثم تزوج أخوه امرأة بألف فقال اللهم اني جعلت الفا صداقا للحور ثم اشترى أخوه خدما وستاعا بألف دينار فقال اللهم إني اشتريت منك دار في الجنة بألف فتصدق به ثم تزوج أخوه امرأة بالف فقال اللهم إني جعلت الفا صداقا للحور ثم اشترى أخوه خدما ومتاعا بألف دينار فقال اللهم إني اشتريت منك الولدان المخلدين بألف فتصدق به ثم اصابته حاجة فجلس لاخيه على طريقة فمر به في حشمه فتعرض له فطرده وويخه على التصديق بماله لأحدهما جنتين من أعناب بساتين من كروم وحففناهما بنخل وجعلنا النخل محيطا بالجنتين وهذا مما يؤثره الدهاقين في كرومهم أن يجعلوها مؤزرة بالأشجار المثمرة يقال حفوة إذا أطافوا به وحففته بهم أي جعلتهم حافين حوله وهو متعد إلى مفعول واحد فتزيده الباء مفعولا ثانيا وجعلنا بينهما زرعا جعلناها أرضا جامعة للأقوات والفواكه ووصف العمارة بأنها متواصلة متشابكة لم يتوسطها ما يقطعها مع الشكل الحسن والترتيب الأنيق كلتا الجنتين آتت أعطت حمل على اللفظ لأن لفظ كلتا مفرد ولو قيل آتتا على المعنى لجاز أكلها ثمرها ولم تظلم منه ولم تنقص من أكلها شيئا وفجرنا خلالهما نهرا نعتهما بوفاء الثمار وتمام الاكل من غير نقص ثم بما هو أصل الخير ومادته من أمر الشرب فجعله أفضل ما يسقي به وهو النهر الجاري فيها وكان له لصاحب الجنتين ثمر أنواع من المال من ثمر ماله إذا كثره أي