الكهف ٣٩ - ٣٤
كانت له إلى الجنتين الموصوفتين الأموال الكثيرة من الذهب والفضة وغيرهما هاله ثمر وأحيط بثمره بفتح الميم والثاء عاصم وبضم الثاء وسكون الميم أبو عمرو وبضمهما غيرهما فقال لصاحبه وهو يحاوره يراجعه الكلام من حار يحور إذا رجع يعني قطروس أخذ بيد المسلم يطوف به في الجنتين ويريه ما فيهما ويفاخره بما ملك من المال دونه أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا أنصارا وحشما أو أولادا ذكورا لأنهم ينفرون معه دون الاناث ودخل جنته إحدى جنتيه أو سماهما جنة لا تحاد الحائط وجنتين للنهر الجاري بينهما وهو ظالم لنفسه ضار لها بالكفر قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا أي أن تهلك هذه الجنة شك في بيدودة جنته لطول أمله وتمادى غفلته واغتراره بالمهلة وترى أكثر الأغنياء من المسلمين تنطق ألسنة أحوالهم بذلك وما أظن الساعة قائمة كائنة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا إقسام منه على أنه إن رد إلى ربه على سبيل الفرض كما يزعم صاحبه ليجدن في الآخرة خيرا من جنته في الدنيا ادعاء لكرامته عليه ومكانته عنده منقلبا تمييز أي مرجعا وعاقبة قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب أي خلق أصلك لأن خلق أصله سبب في خلقه وكان خلقه خلقاله ثم من نطفة أي خلقك من نطفة ثم سواك رجلا عدلك وكملك انسانا ذكرا بالغا مبلغ الرجال جعله كافرا بالله لشكه في البعث لكنا بالألف في الوصل شامي الباقون بغير ألف وبالألف في الوقف اتفاق واصله لكن أنا فحذفت الهمزة وألقيت حركتها على نون لكن فتلاقت النونان فأدغمت الأولى في الثانية بعد أن سكنت هو الله ربي هو ضمير الشأن والشأن الله ربي والجملة خبر أنا والراجع منها إليه ياء الضمير وهو استدراك لقوله أكفرت قال لاخيه أنت كافر بالله لكني مؤمن وموحد كما تقول زيد غائب لكن عمرا حاضر وفيه حذف أي أقول هو الله بدليل عطف ولا أشرك بربي أحدا ولولا وهلا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله ما موصولة مرفوعة المحل على أنها خبر متبدأ محذوف تقديره الأمر ماشاء الله أو شرطية منصوبة الموضع والجزاء محذوف يعني أي شيء شاء الله كان والمعنى هلا قلت عند دخولها والنظر إلى ما رزقك الله منها الأمر ما شاء الله اعترافا بأنها وكل ما فيها إنما حصل بمشيئته الله وأن أمرها بيده إن شاء تركها عامرة وإن شاء خربها لا قوة إلا بالله إقرارا بأن ما قويت به على عمارتها وتدبير أمرها هو بمعونته وتأييده