الكهف ٤٣ - ٣٩
من قرأ أن ترن أنا أقل منك مالا بنصب أقل فقد جعل أنا فصلا ومن رفع وهو الكسائي جعله مبتدأ وأقل خبره والجملة مفعولا ثانيا لترني وفي قوله وولدا نصرة لمن فسر النفر بالأولاد في قوله وأعز نفرا فعسى ربي ان يؤتيني خيرا من جنتك في الدنيا أو في العقبى ويرسل عليها حسبانا عذابا من السماء فتصبح صعيدا زلقا أرضا بيضاء يزلق عليها لملاستها أو يصبح ماؤها غورا غائرا أي ذاهبا في الأرض فلن تستطيع له طلبا فلا يتأنى منك طلبه فضلا عن الوجود والمعنى ان ترن افقر منك فانا أتوقع من صنع الله ان يقلب ما بي وما بك من الفقر والغنى فيرزقني لإيماني جنة خيرا من جنتك ويسلبك لكفرك نعمته ويخرب بساتينك وأحيط بثمره هو عبارة عن أهلاكه واصله من أحاط به العدو لأنه إذا أحاط به فقد ملكه واستولى عليه ثم استعمل في كل أهلاك فأصبح أي كافر يقلب كفيه يضرب احداهما على الأخرى ندما وتحسرا وإنما صار تقليب الكفين كناية عن الندم والتحسر لأن النادم يقلب كفيه ظهر البطن كما كنى عن ذلك بعض الكف والسقوط في اليد ولانه في معنى الندم عدى تعديته بعلي كانه قيل فأصبح يندم على ما اتفق فيها أي في عمارتها وهي خاوية على عروشها يعني أن كرومها المعرشة سقطت عروشها عل الأرض وسقطت فوقها الكروم ويقول يا ليتني لم اشرك بربي أحدا تذكر موعظة أخيه فعلم أنه أتى من جهة كفره وطغيانه فتمنى لو لم يكن مشركا حتى لا يهلك الله بستانه حين لم ينفعه التمني ويجوز أن يكون توبة من الشرك وندما على ما كان منه ودخولا في الإيمان ولم تكن له فئة ينصرونه يقدرون على نصرته من دون الله أي هو وحده القادر على نصرته لا يقدر أحد غيره أن ينصره إلا أنه لم ينصره لحكمة ما كان منتصرا وما كان ممتنعا بقوته عن انتقام الله هنالك الولاية لله الحق يكن بالياء والولاية بكسر الواو حمزة وعلى فهي بالفتح النصرة والتولي وبالكسر السلطان والملك والمعنى هنالك أي في ذلك المقام وتلك الحال النصرة لله وحده لا يملكها غيره ولا يستطيعها أحد سواه تقريرا لقوله ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله أو هنالك السلطان والملك لله لا يغلب أو في مثل تلك الحال الشديدة يتولى الله ويؤمن به كل مضطر يعني أن قوله يا ليتني لم أشرك بربي أحدا كلمة ألجيء اليها فقالها جزعا مما دهاه من شؤم كفره ولولا ذلك لم يقلها أو هنالك الولاية لله ينصر فيها اولياء المؤمنين على الكفرة