الكهف ٤٨ - ٤٤
وينتقم لهم يعني أنه نصر فيما فعل بالكافر اخاه المؤمن وصدق قوله فعسى ربي ان يؤتيني خيرا من جنتك ويرسل عليها حسانا من السماء ويؤيده قوله هو خير ثوابا وخير عقبا أي لأوليائه أو هنالك إشارة إلى الآخرة أي في تلك الدار الولاية لله كقوله لمن الملك اليوم الحق بالرفع أبو عمرو وعلى صفة للولاية او خبر مبتدأ محذوف أي هي الحق أو هو الحق غيرهما بالجر صفة لله عقبا سكون القاف عاصم وحمزة وبضمها غيرهما وفي الشواذ عقبي على وزن فعلى وكلها بمعنى العاقبة واضرب لهم مثل الحيوة الدنيا كماء أنزلناه من السماء أي هو كما أنزلناه فاختلط به نبات الأرض فالتف بسببه وتكاثف حتى خالط بعضه بعضا أو أثر في النبات الماء فاختلط به حتى روى فأصبح هشيما يابسا متكسرا الواحدة هشيمة تذروه الرياح تنسفه وتطيره الريح حمزة وعلى وكان الله على كل شيء من الانشاء والافناء مقتدرا قادرا شبه حال الدنيا في نضرتها وبهجتها وما يتعقبها من الهلاك والافناء بحال النبات يكون اخضر ثم يهج فتطيره الريح كأن لم يكن المال والبنون زينة الحيوة الدنيا لا زاد القبر وعدة العقبي والباقيات الصالحات أعمال الخير التي تبقى ثمرتها للانسان أو الصلوات الخمس أو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خير عند ربك ثوابا جزاء وخير أملا لأنه وعد صادق وأكثر الآمال كاذبة يعني أن صاحبها يأمل في الدنيا ثواب الله ويصيبه في الآخرة ويوم واذكر يوم نسير الجبال تسير الجبال مكي وشامي وأبو عمرو أي تسير في الجو أو يذهب بها بأن تجعل هباء منثورا منبثا وترى الأرض بارزة ليس عليها ما يسترها مما كان عليها من الجبال والأشجار وحشرناهم أي الموتى فلم نغادر منهم أحدا أي فلم نترك غدارة أي تركة ومنه الغدر ترك الوفاء والغدير ما غادره السيل وعرضوا على ربك صفا مصطفين ظاهرين ترى جماعتهم كما ترى كل واحد لا يحجب أحد أحدا شبهت حالهم بحال الجند المعروضين على السلطان لقد جئتمونا أي قلنا لهم جئتمونا وهذا المضمر يجوز أن يكون عامل النصب في يوم نسير كما خلقناكم أول مرة أي لقد بعثناكم كما أنشأناكم أول مرة أو جئتمونا عراة لا شيء معكم كما خلقناكم أولا وإنما قال وحشرناهم ماضيا بعد نسير وترى للدلالة على حشرهم قبل التسيير