الحج ٣٩ - ٣٦
جعلناها لكم من شعائر الله أى من أعلام الشريعة التى شرعها الله وإضافتها إلى اسمه تعظيم لها ومن شعائر الله ثانى مفعولى جعلنا لكم فيها خير النفع فى الدنيا والأجر فى العقبى فاذكروا اسم الله عليها عند نحرها صواف حال من الهاء أى قائمات قد صففن ايديهن وأرجلهن فإذا وجبت جنوبها وجوب الجنوب وقوعها على الأرض من وجب الحائط وجبة إذا سقط أى إذا سقطت جنوبها على الأرض بعد نحرها وسكنت حركتها فكلوا منها ان شئتم وأطعموا القانع السائل من قنعت إليه إذا خضعت له وسألته قنوعا والمعتر الذى يريك نفسه ويتعرض ولا يسأل وقيل القانع الراضى بما عنده وبما يعطى من غير سؤال من قنعت قنعا وقناعة والمعتر المتعرض للسؤال كذلك سخرناها لكم أى كما أمرناكم بنحرها لكم أو هو كقوله ذلك ومن يعظم ثم استأنف فقال سخرناها لكم أى ذللناها لكم مع قوتها وعظم أجرامها لتتمكنوا من نحرها لعلكم تشكرون لكى تشكروا انعام الله عليكم لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن بناله التقوى منكم أى لن يتقبل الله اللحوم والدماء ولكن يتقبل التقوى أو لن يصيب رضا الله اللحوم المتصدق بها ولا الدماء المراقة بالنحر والمراد أصحاب اللحوم والدماء والمعنى لن يرضى المضحكون والمقربون ربهم إلا بمراعاة النية والاخلاص ورعاية شروط التقوى وقيل كان أهل الجاهلية إذا نحروا الابل نضحوا الدماء حول البيت ولطخوه بالدم فلما حج المسلمون أرادوا مثل ذلك فنزلت كذلك سخرها لكم أى البدن لتكبروا الله لتسموا الله عند الذبح أو لتعظموا الله على ما هداكم على ما أرشدكم إلى وبشر المحسنين الممثلين أوامره بالثواب إن الله يدافع مكى وبصرى وغيرهما يدافع أى يبالغ فى الدفع عنهم عن الذين أمنوا أى يدفع غائلة المشرين عن المؤمنين ونحوه انا لننصر رسلنا والذين آمنوا ثم علل ذلك بقوله إن الله لا يحب كل خوان فى أمانة الله كفورا لنعمة الله أى لأنه لايحب أضدادهم وهم الخونة الذين يخونون الله والرسول ويخونون أماناتهم ويكفرون بنعم الله ويغمطونها أذن مدنى وبصرى وعاصم للذين يقاتلون بفتح التاء مدنى وشامى وحفص والمعنى أذن لهم فى القتال فحذف المأذون فيه لدلالة يقاتلون عليه بأنهم ظلموا بسبب كونهم


الصفحة التالية
Icon