الحج ٤٦ - ٤٢
التكذيب فقد كذبت قبلهم قبل قومك قوم نوح نوحا وعاد هودا وثمود صالحا وقوم إبراهيم إبراهيم وقوم لوط لوطا وأصحاب مدين شعيبا وكذب موسى كذبه فرعون والقبط ولم يقل وقوم موسى لأن موسى ما كذبه قومه بنو اسرائيل وإنما كذبه غير قومه أو كأنه قيل بعد ما ذكر تكذيب كل قوم رسولهم وكذب موسى أيضا مع وضوح آياته وظهور معجزاته فما ظنك بغيره فأمليت للكافرين أمهلتهم وأخرت عقوبتهم ثم أخذتهم عاقبتهم على كفرهم فكيف كان نكير انكاري وتعبيري حيث ابدلتهم بالنعم نقما وبالحياة هلاكا وبالعمارة خرابا نكيرى بالياء فى الوصل والوقف يعقوب فكأين من قرية أهلكناها أهلكتها بصرى وهى ظالمة حال أى وأهلها مشركون فهى خاوية ساقطة من خوى النجم إذا سقط على عروشها يتعلق بخاوية والمعنى أنها ساقطة على سقوفها أى خرت سقوفها على الأرض ثم تهدمت حيطانها فسقطت فوق السقوف ولا محل لفهى خاوية من الاعراب لأنها معطوفة على أهلكناها وهذا الفعل ليس له محل وهذا إذا جعلنا كأين منصوب المحل على تقدير كثيرا من القرى أهلكناها وبئر معطلة أى متروكة لفقد دلوها ورشائها وفقد تفقدها أو هى عامرة فيها الماء ومعها آلات الاستقاء إلا أنها عطلت أى تركت لا يستقى منها لهلاك أهلها وقصر مشيد مجصص من الشيد الجص أو مرفوع البنيان من شاد البناء رفعه والمعنى كم قرية أهلكناها وكم بئر عطلناها عن سقاتها وقصر مشيد أخليناه عن ساكنيه أى أهلكنا البادية والحاضرة جميعا فخلت القصور عن اربابها والآبار عن واردها والاظهران البئر والقصر على العموم أفلم يسيروا فى الأرض هذا حث على السفر ليروا مصارع من أهلكم الله بكفرهم ويشاهدوا آثارهم فيعتبروا فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها أى يعقلون ما يجب أن يعقل من التوحيد ونحوه ويسمعون ما يجب سماعه من الوحى فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور الضمير فى فإنها ضمير القصة أو ضمير مبهم يفسره الابصار أى فما عميت أبصارهم عن الأبصار بل قلوبهم عن الاعتبار ولكل إنسان أربع أعين عينان فى رأسه وعينان فى قلبه فإذا ابصر ما فى القلب وعمى ما فى الرأس لم يضره وان أبصر ما فى الرأس وعمى ما فى القلب لم ينفعه وذكر الصدور لبيان ان محل العلم القلب