الحج ٥٢ - ٤٧
ولئلا يقال أن القلب يعنى به غير هذا العضو كما يقال القلب لب كل شئ ويستعجلونك بالعذاب الآجل استهزاء ولن يخلف الله وعده كأنه قال ولم يستعجلونك به كأنهم يجوزون الفوت وإنما يجوز ذلك على ميعاد من يجوز عليه الخلف ولن يخلف الله وعده وما وعده ليصيبنهم ولو بعد حين وان يوما عند ربك كالف منة مما تعدون يعدون مكى وكوفى غير عاصم أى كيف يستعجلون بعذاب من يوم واحد من أيام عذابه فى طول ألف سنة من سنيكم لأن أيام الشدائد طوال وكأين من قرية أمليت لها وهى ظالمة أى وكم من أهل قرية كانوا مثلكم ظالمين قد أنظرتهم حينا ثم أخذتها بالعذاب وإلى المصير أى المرجع إلى فلا يفوتنى شئ وإنما كانت الأولى أى فكأين معطوفة بالفاء وهذه أى وكأين بالواو ولأن الأولى وقعت بدلاعن فكيف كان نكيرو أما هذه فحكمها حكم ما تقدمها من الجملتين المعطوفتين بالواو وهما ولن يخلف الله وعده وان يوما عند ربك قل يا ايها الناس إنما أنا لكم نذير مبين وإنما لم يقل بشير ونذير لذكر الفريقين بعده لأن الحديث مسوق إلى المشركين ويا أيها الناس نداءلهم وهم الذين قيل فيهم أفلم يسيروا ووصفوا بالاستعجال وإنما أفحم المؤمنون وثوابهم ليغاظوا أو تقديره نذير مبين وبشير فبشر أولا فقال فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة لذنوبهم ورزق كريم اى حسن ثم أنذار فقال والذين سعوا سعى فى أمر فلان إذا أفسده بسعيه فى آياتنا أى القرآن معاجزين حال معجزين حيث كان مكى وأبو عمر ووعاجزه سابقه كأن كل واحد منهما فى طلب اعجاز الآخر عن اللحاق به فإذا سبقه قيل أعجزه وعجزة والمعنى سعوا فى معناها بالفساد من الطعن فيها حيث سموها سحرا وشعرا وأساطير مسابقين فى زعمهم وتقديرهم طامعين أن كيدهم للاسلام يتم لهم أولئك أصحاب الحجيم أى النار الموقدة وما أرسلنا من قبلك من لابتداء الغاية من رسول من زائدة لتأكيد النفى ولانبى هذا دليل بين على ثبوت التغاير بين الرسول والنبى بخلاف ما يقول البعض انهما واحد وسئل النبى صلى الله عليه و سلم عن الانبياء فقال مائة الف وأربعة وعشرون ألفا فقيل فكم الرسل منهم فقال ثلثمائة وثلاثة عشر والفرق بينهما أن الرسول من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه والنبى من لم ينزل عليه كتاب وإنما أمر ان يدعو إلى شريعة من قبله وقيل الرسول واضع شرع والنبى حافظ شرع غيره إلا إذا تمنى قرأ قال


الصفحة التالية
Icon