الحج ٥٤ - ٥٢
... تمنى كتاب الله أول ليلة تمنى داود الزبور على رسل...
ألقى الشيطان فى أمنيته تلاوته قالوا انه عليه السلام كان نادى قومه يقرأ والنجم فلما بلغ قوله ومناة الثالثة الأخرى جرى على لسانه تلك الغرانيق العلى وأن شفاعتهن لترتجى ولم يفطن له حتى ادركته العصمة فتنبه عليه وقيل نبهه جبريل عليه السلام فاخبرهم أن ذلك كان من الشيطان وهذا القول غير مرضى لأنه لا يخلو إما أن يتكلم النبى عليه السلام بها عمدا وأه لا يجوز لأنه كفر ولأنه بعث طاعنا للاصنام لا مادحالها أو اجرى الشيطان ذلك على لسان النبى عليه الصلاة و السلام جبرا بحيث لا يقدر على الامتناع منه وهو ممتنع لأن الشيطان لا يقدر على ذلك على لسانه سهوا وغلفة وهو مردود أيضا لأنه لا يجوز مثل هذه الغفلة عليه فى حال تبليغ الوحى ولو جاز ذلك لبطل الاعتماد على قوله ولأنه تعالى قال فى صفة المنزل عليه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وقال انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون فلما بطلت هذه الكلمات متصلا بقراءة النبى صلى الله عليه و سلم فوقع عند بعضهم أنه عليه السلام هو الذى تكلم بها فيكون هذا القاء فى قراءة النبى صلى الله عليه و سلم وكان الشيطان يتكلم فى زمن النبى عليه السلام ويسمع كلامه فقد روى أنه نادى يوم أحد ألا ان محمدا قد قتل وقال يوم بدر لا غالب لكم اليوم من الناس وأنى جارلكم فينسخ الله ما يلقى الشيطان أى يذهب به ويبطله ويخبر أنه من الشيطان ثم يحكم الله آياته أى يثبتها ويحفظها من لحوق الزيادة من الشيطان والله عليم بما أوحى إلى نبيه وبقصد الشيطان حكيم لا يدعه حتى يكشفه ويزيله ثم ذكر أن ذلك ليفتن الله تعالى به قوما بقوله ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة محنة وابتلاء للذين فى قلوبهم مرض شك ونفاق والقاسية قلوبهم هم المشركون المكذبون فيزدادوا به شكا وظلمة وإن الظالمين أى المنافقين والمشركين وأصله وأنهم فوضع الظاهر موضع الضمير قضاء عليهم بالظلم لفى شقاق خلاف بعيد عن الحق وليعلم الذين أوتوا العلم بالله وبدينه وبالآيات أنه اى القرآن الحق من ربك فيؤمنوا به بالقرآن فتخبت فتطمئن له قلوبهم وإن الله لهادى الذين


الصفحة التالية
Icon