الحج ٦٠ - ٥٤
ءامنوا إلى صراط مستقيم آمنوا إلى صراط مستقيم فيتأولون ما يتشابه فى الدين بالتأويلات الصحيحة ويطلبون لما أشكل منه المحمل الذى تقتضيه الأصول المحكمة حتى لا تلحقهم حيرة ولا تعتريهم شبهة ولا يزال الذين كفروا فى مرية شك منه من القرآن أو من الصراط المستقيم حتى تأتيهم الساعة بغتة فجأة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم يعنى يوم بدر فهو عقيم عن أن يكون للكافرين فيه فرج أو راحة كالريح العقيم لا تأتى بخير أو شديد لا رحمة فيه أو لا مثل له فى عظم أمره لقتال الملائكة فيه وعن الضحاك أنه يوم القيامة وأن المراد بالساعة مقدماته الملك يومئذ أى يوم القيامة والتنوين عوض عن الجملة أى يوم يؤمنون أو يوم تزول مريتهم لله فلا منازع له فيه يحكم بينهم أى يقضى ثم بين حكمه فيهم بقوله فالذين آمنوا وعملوا الصالحات فى جنات النعيم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين ثم خص قوما من الفريق الأول بفضيلة فقال وأن الله لهو خير الرازقين لأنه المخترع للخلق بلا مثال المتكفل للرزق بلا مال ليدخلنهم مدخلا بفتح الميم مدنى والمراد الجنة يرضونه لأن فيها ما تشتهى الأنفس وتلذ الأعين وان الله لعليم باحوال من قضى نحبه مجاهدا وآمال من مات وهو ينتظر معاهدا حليم بامهال من قاتلهم معاندا روى أن طوائف من أصحاب النبى صلى الله عليه و سلم قالوا يا نبى الله هؤلاء لاذين قتلوا قد علمنا ما أعطاهم الله من الخير ونحن نجاهد معك كما جاهدوا فما لنا ان متنا معك فانزل الله هاتين الآيتين ذلك أى الأمر ذلك وما بعده مستأنف ومن عاقب بمثل ما عوقب به سمى الابتداء بالجزاء عقوبة لملابسته له من حيث أنه سبب وذلك مسبب عنه ثم بغى عليه لنصرنه الله أى من جازى بمثل ما فعل به من الظلم ثم ظلم بعد ذلك فحق على الله