الحج ٦٤ - ٦٠
أن ينصره ان الله لعفو يمحو آثار الذنوب غفور يستر أنواع العيوب وتقريب الوصفين بسياق الآية أن المعاقب مبعوث من عند الله على العفو وترك العقوبة بقوله فمن عفا وأصلح فاجره على الله وان تعفوا أقرب للتقوى فحيث لم يؤثر ذلك وانتصر فهو تارك للافضل وهو ضامن لنصره فى الكرة الثانية إذا ترك العفو وانتقم من الباغى وعرض مع ذلك بما كان أولى به من العفو يذكر هاتين الصفتين أو دل بذكر العفو والمغفرة على أنه قادر على العقوبة إذ لا يوصف بالعفو إلا القادر على ضده كما قيل العفو عند القدرة ذلك بأن الله يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل وأن الله سميع بصير أى ذلك النصر للمظلوم بسبب أنه قادر على ما يشاء ومن آيات قدرته أنه يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل أى يزيد من هذا فى ذلك ومن ذلك فى هذا أو بسبب أنه خالق الليل والنهار ومصرفهما فلا يخفى عليه ما يجرى فيهما على أيدى عباده من الخير والشر والبغى والانصاف وأنه سميع لما يقولون ولا يشغله سمع عن سمع وإن اختلفت في النهار الأصوات بفنون اللغات بصير مما يفعلون ولا يستتر عنه شيء بشيء في الليالي وإن توالت وان توالت الظلمان ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون عرقى غير أبى بكر من دونه هوالباطل وان الله هو العلى الكبير أى ذلك الوصف بخلقه الليل والنهار وإحاطته بما يجرى فيهما وإدراكه قولهم وفعلهم بسبب أن الله الحق الثابت إلهيته وأن كل ما يدعى إلها دونه باطل الدعوة وأنه لا شئ أعلى منه شانا وأكبر سلطانا ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء مطرا فتصبح الأرض مخضرة بالنبات بعد ما كانت مسودة يابسة وإنما صرف إلى لفظ المضارع ولم يقل فاصبحت ليفيد بقاء أثر المطر زمانا بعد زمان كما تقول أنعم على فلان فاروح وأغدو شاكرا له ولو نصب لبطل الغرض وهذا لأن معناه إثبات الاخضرار فينقلب بالنصب جوابا للاستفهام لأنه لو نصب لبطل الغرض وهذا لأن معناه إثبات الاخضرار فينقلب بالنصب إلى نفى الاخضرار كما تقول لصاحبك ألم تر أنى أنعمت عليك فتشكر ان نصبته نفيت شكره وشكوت من تفريطه فيه وان رفعته أثبت شكره إن الله لطيف وأصل عمله أو فضله إلى كل شئ خبير بمصالح الخلق ومنافعهم أو اللطيف المختص بدقيق التدبير الخبير المحيط بكر قليل وكثير له ما فى السموات وما فى الأرض ملكا وملكا وإن الله لهو الغنى المستغنى بكمال