الحج ٦٩ - ٦٥
الحميد ألم تر أن الله سخر لكم ما فى الأرض قدرته بعد فناء ما فى السموات وما فى الأ رض الحميد المحمود بنعمته قبل ثناء من فىالسموات ومن فى الأرض ألم تر أن الله سخر لكم ما فى الأرض من البهائم مذللة للركوب فى البر والفلك تجرى فى البحر بأمره أى ومن المراكب جارية فى البحر ونصب الفلك عطفا على ما وتجرى حالها أى وسخر لكم الفلك فى حال جريها ويمسك السماء أن تقع على الأرض أى يحفظها من أن تقع إلا باذنه بأمره أو بمشيئته إن الله بالناس لرءوف بتسخير ما فى الأرض رحيم بامساك السماء لئلا تقع على الأرض عدد آلاءه مقرونة بأسمائه ليشكروه على آلائه ويذكروه باسمائه وعن أبى حنيفة رحمه الله أن اسم الله الاعظم فى الآيات الثمانية يستجاب لقارئها ألبتة وهو الذى أحياكم فى أرحام أمهاتكم ثم يميتكم عند انقضاء آجالكم ثم يحيكم لايصال جزائكم إن الإنسان لكفور لجحود لما أفاض عليه من ضروب النعم ودفع عنه من صنوف النقم أو لا يعرف نعمة الإنشاء المبدئ للوجود ولا الافناء المقرب إلى الموعود ولا الاحياء الموصل إلى المقصود لكل أمة أهل دين جعلنا منسكا من بيانه وهو رد لقول من يقول ان الذبح ليس بشريعة الله إذ هو شريعة كل أمة هم ناسكوه عاملون به فلا ينازعنك فلا يجادلنك والمعنى فلا تلتفت إلى قولهم ولا تمكنهم من أن ينازعوك فى الأمر أمر الذبائح أو الدين نزلت حين قال المشركون للمسلمين ما لكم تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتله الله يعنى الميتة وادع الناس إلى ربك إلى عبادة ربك إنك لعلى هدى مستقيم طريق قويم ولم يذكرا لوا وفى لكل أمة بخلاف ما تقدم لان تلك وقعت مع أباعد عن معناها فلم تجد معطفا وإن جادلوك مراء وتعنتا كما يفعله السفهاء بعد اجتهادك أن لا يكون بينكم وبينهم تنازع وجدال فقل الله أعلم بما تعملون أى فلا تجادلهم وادفعهم بهذا القول والمعنى أن الله أعلم بأعمالكم وما تستحقون عليها من الجزاء فهو مجازيكم به وهذا وعيد وانذار ولكن برفق ولين وتأديب يجاب به كل متعنت الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون هذا خطاب من الله للمؤمنين والكافرين أى يفصل بينكم بالثواب والعقاب ومسلاة لرسول