الحج ٧٣ - ٧٠
الله صلى الله عليه و سلم مما كان يلقى منهم ألم تعلم أن الله يعلم ما فى السماء والأرض أى كيف يخفى عليه ما تعملون ومعلوم عند العلماء بالله أنه يعلم كل ما يحدث فى السموات والأرض أن ذلك الموجود فيهما فى كتاب فى اللوح المحفوظ ان ذلك على الله يسير أى علمه بجميع ذلك عليه يسير ثم أشار إلى جهالة الكفار لعبادتهم غير المستحق لها بقوله ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به ينزل مكى وبصرى سلطانا حجة وبرهانا وما ليس لهم به علم أى لم يتمسكوا فى عبادتهم لها ببرهان سماوى من جهة الوحى ولا حملهم عليها دليل عقلى وما للظالمين من نصر وما الذين ارتكبوا مثل هذا الظلم من أحد ينصرهم ويصوب مذهبهم وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات يعنى القرآن تعرف فى وجوه الذين كفروا المنكر الانكار بالعبوس والكراهة والمنكر مصدر يكادون يسطون يبطشون والسطو الوثب والبطش بالذين يتلون عليهم آياتنا هم النبى صلى الله عليه و سلم وأصحابه قل أفأنبئكم بشر من ذلكم من غيظكم على التالين وسطوكم عليهم أو مما أصابكم من الكراهة والضجر بسبب ما تلى عليكم النار خبر مبتدأ محذوف كأن قائلا قال ما هو فقيل النار أى هو النار وعدها الله الذين كفروا استئناف كلام وبئس المصير النار ولما كانت دعواهم بأن الله تعالى شريكا جارية فى الغرابة والشهرة مجرى الامثال المسيرى قال الله تعالى يا أيها الناس ضرب بين مثل فاستمعوا له لضرب هذا المثل ان الذين تدعون يدعون سهل ويعقوب من دون الله آلهة باطلة لن يخلقوا ذبابا لن لتأكيد نفى المستقبل وتأكيده هنا للدلالة على أن خلق الذباب منهم مستحيل كأنه قال محال أن يخلقوا وتخصيص الذباب لمهانته وذعفه واستقداره وسمى ذبابا لأنه كلما ذب لاستقذاره آب لاستكباره ولو اجتمعوا له لخلق الذباب ومحله النصب على الحال كانه قيل مستحيل منهم أن يخلقوا الذباب مشروطا عليهم اجتماعهم جميعا لخلقه وتعاونهم عليه وهذا من أبلغ ما أنزل فى تجهيل قريش حيث وصفوا بالإلهية التى تقتضى الاقتدار على المقدورات كلها والاحاطة بالمعلومات عن آخرها صورا وتماثيل يستحيل منها ان تقدر على أقل ما خلقه الله تعالى واذله