الحج ٧٧ - ٧٣
ولو اجتمعوا لذلك وان يسلبهم الذباب شيئا ثانى مفعولى يسلبهم لا يستنقذوه منه أى هذا الخلق الاقل الأذل لو أختطف منهم شيئا فاجتمعوا على أن يستخلصوه منه لم يقدروا عن ابن عباس رضى الله عنهما انهم كانوا يطلونها بالزعفران ورءوسها بالعسل فإذا سلبه الذباب عجز الاصنام عن أخذه ضعف الطالب أى الصنم بطلب ما سلب منه والمطلوب الذباب بما سلب وهذا كالتسوية بينهم وبين الذباب فى الضعف ولو حققت وجدت الطالب أضعف وأضعف فإن الذباب حيوان وهو جماد وهو غالب وذاك مغلوب ما قدروا الله حق ما عرفوه حق معرفته حيث جعلوا هذا الصنم الضعيف شريكا له ان الله لقوى عزيز أى إن الله قادر وغالب فكيف يتخذ العاجز المغلوب شبيها به أو لقوى بنصر أوليائه عزيز ينتقم من أعدائه الله يصطفى يختار من الملائكة رسلا كجبريل وميكائيل واسرافيل وغيرهم ومن الناس رسلا كابراهيم وموسى وعيسى ومحمد وغيرهم عليهم السلام هذا رد لما أنكروه من أن يكون الرسول من البشر وبيان أن رسل الله على ضربين ملك وبشر وقيل نزلت حين قالوا أنزل عليه الذكر من بيننا ان الله سميع لقولهم بصير بمن يختاره لرسالته أو سميع لاقوال الرسل فيما تقبله العقول بصير باحوال الأمم فى الرد والقبول يعلم ما بين أيديهم ما مضى وما خلفهم ما لم يأت أو ما عملوه وما سيعملوه أو أمر الدنيا وأمر الآخرة وإلى الله ترجع الأمور أى إليه ترجع الأمور كلها والذى هو بهذه الصفات لا يسأل عما يفعل وليس لاحد أن يعترض عليه فى حكمه وتدابيره واختياره رسله ترجع شامى وحمزة وعلى ياأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا فى صلاتكم وكان أول ما أسلموا يصلون بلا ركوع وسجود فامروا ان تكون صلاتهم بركوع وسجود وفيه دليل على أن الأعمال ليست من الايمان وان هذه السجدة للصلاة لا للتلاوة واعبدوا ربكم واقصدوا بركوعكم وسجودكم وجه الله لا الصنم وافعلوا الخير قيل لما كان للذكر مزية على غيره من الطاعات دعا المؤمنين أولا إلى الصلاة التى هى ذكر خالص لقوله تعالى وأقم الصلاة لذكرى ثم إلى العبادة بغير الصلاة كالصوم والحج وغيرهما ثم عم الحث على سائر الخيرات وقيل أريد به صلة الارحام ومكارم الاخلاق لعلكم تفلحون أى كى تفوزوا وافعلوا هذا كله وأنتم راجون للفلاح غير مستيقنين ولا تتكلوا على أعمالكم وجاهدوا أمر الغزو أو مجاهدة النفس والهوى وهو الجهاد الأكبر أو هو كلمة حق عند أمير جائر فى الله أى فى


الصفحة التالية
Icon