الحج ٧٨
ذات الله ومن أجله حق جهاده وهو أن لا يخاف فى الله لومة لائم يقال هو حق عالم وجد عالم أى حقا وجدا ومنه حق جهاده وكان القياس حق الجهاد فيه أو حق جهادكم فيه لكن الإضافة تكون بادنى ملابسة واختصاص فلما كان الجهاد مختصا بالله من حيث أنه مفعول لوجهه ومن أجله صحت اضافته إليه ويجوز أن يتسع فى الظرف كقوله ويوم شهدنا سليما وعامرا هو اجتباكم اختاركم لدينه ونصرته وما جعل عليكم فى الدين من حرج ضيق بل رخص لكم فى جميع ما كلفكم من الطهارة والصلاة والصوم والحج بالتيمم بالايماء وبالقصد والافطار لعذر السفر والمرض وعدم الزاد والراحلة ملة أبيكم ابراهيم أى اتبعوا ملة أبيكم أو نصب على الاختصاص أى أعنى بالدين ملة أبيكم وسماه أبا وإن لم يكن أبا للأمة كلها لأنه أبو رسول الله صلى الله عليه و سلم فكان أبا لأمته لأن أمة الرسول فى حكم أولاده قال عليه السلام إنما أنا لكم مثل الوالد هو سماكم المسلمين أى الله بدليل قراءة أبى الله سماكم من قبل فى الكتب المتقدمة وفى هذا أى فى القرآن أى فضلكم على سائر الأمم وسماكم بهذا الاسم الأكرم ليكون الرسول شهيدا عليكم أنه قد بلغكم رسالة ربكم واتكونا شهداء على الناس بتبليغ الرسل رسالات الله إليهم وإنما خصكم بهذه الكرامة والاثرة فاقيموا الصلاة بواجباتها وآتوا الزكوة بشرائطها واعتصموا بالله وثقوا بالله وتوكلوا عليه لا بالصلاة والزكاة هو مولاكم أى مالككم وناصركم ومتولى أموركم فنعم المولى حيث لم يمنعكم رزقكم بعصيانكم ونعم النصير أى الناصر هو اعانكم على طاعتكم وقد أفلح من هو مولاه وناصره والله الموفق للصواب