المؤمنون ٦ - ١
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة المؤمنون مكية وهى مائة وثمان عشرة آيةبسم الله الرحمن الرحيم
قد أفلح المؤمنون قد نقضية لما هى تثبت المتوقع ولما تنفيه وكان المؤمنين يتوقعون مثل هذه البشارة وهى الاخبار بثبات الفلاح لهم فخوطبوا بمادل على ثبات ما توقعوه والفلاح الظفر بالمطلوب والنجاة من المرهوب أى فازوا بما طلبوا أونجوا مما هربوا والإيمان فى اللغة التصديق والمؤمن المصدق لغة وفى الشرع كل من نطق بالشهادتين موطئا قلبه لسانه فهو مؤمن قال عليه السلام خلق الله الجنة فقال لها تكلمى فقالت قد أفلح المؤمنون ثلاثا أنا حرام على كل بخيل مراء لأنه بالرياء ابطل العبادات البدنية وليس له عبادة مالية الذين هم فى صلاتهم خاشعون خائفون بالقلب ساكنون بالجوارح وقيل الخشوع فى الصلاة جمع الهمة لها والاعراض عما سواها وأن لا يجاوز بصره لا يجاوز بصره مصلاه وأن لا يلتفت ولا يبعث ولا يسدل ولا يفرقع أصابعه ولا يقلب الحصى ونحو ذلك وعن أبى الدرداء هواخلاص المقال وإعظام المقام واليقين التام وجمع الاهتمام وأضيفت الصلاة إلى المصلين لا إلى المصلى له لانتفاع المصلى بها وحده وهى عدته وذخيرته وأما المصلى له فغنى عنها والذين هم للزكوى فاعلون مؤدون وبفظ فاعلون يدل على المداومة بخلاف مؤدون وقيل الزكاة اسم مشترك يطلق على العين وهو القدر الذى يخرجه المزكى من النصاب إلى الفقير وعلى المعنى وهو فعل المزكى الذى هو التزكية وهو المراد هنا فجعل المزكين فاعلين له لأن لفظ الفعل يعم جميع الأفعال كالضرب والقتل ونحوهما تقول للضارب والقاتل والمزكى فعل الضرب والقتل والتزكية ويجوز أن يراد بالزكاة العين ويقدر مضاف محذوف وهو الاداء ودخل اللام لتقدم المفعول وضعف اسم الفاعل عمل الفى فانك تقول هذا ضارب لزيد ولاتقول ضرب لزيد والذين هم لفروجهم حافظون الفرج يشمل سوءة الرجل والمرأة إلا على أزواجهم موضع الحال أى إلاوالين على أزواجهم أو قوامين عليهن من قولك كان زياد على البصرة أى واليا عليها والمعنى انهم لفروجهم حافظون فى جميع الأحوال إلا فى حال تزوجهم أو تسريهم أو تعلق على بمحذوف يدل عليه غير ملومين كانه قيل